من حق كارلوس غصن أن يدافع عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة، ولكن ليس من حقّه أن “يضحك علينا”، في حملة دعائيّة قوامها تقديم دعوى أمام القضاء اللبناني، ضد شركة “نيسان اليابانية”.
هو “يضحك علينا” لأنّ “عشقه اللا متناهي” للقضاء اللبناني يتناقض وما يعرفه اللبنانيّون عن هذه المؤسسة التي تعجز عن إحقاق الحق حتى في الجرائم التي يندى لها الجبين، وما حصل في التحقيق في ملف انفجار مرفأ بيروت ليس سوى نموذج عن الخزي والعار.
ولجوء كارلوس غصن الى القضاء نفسه الذي حماه من ملاحقة اليابان له بتهم خطرة نسبتها إليه شركة نيسان والنيابة العامة اليابانيّة، قبل هروبه “السينمائي” منها وفي أثنائه وبعده، ليس مدعاة فخر له، بل يسقطه، مجدّدًا في هاوية التحايل على الرأي العام الذي يدفع غصن مبالغ طائلة من أجل التأثير فيه.
نحن نريد أن يدافع كارلوس غصن عن نفسه ويُثبت براءته، ولكنّ هذا يستدعي أن يذهب الى حيث هناك قضاء فعلًا، فملاحقته بتهم ماليّة لا تقتصر على شركة نيسان وعلى دولة اليابان بل تصل أيضًا الى شركة رينو ودولة فرنسا.
إنّ القضاء اللبناني، حتى إشعار آخر، ليس مرجعًا صالحًا لإعادة الإعتبار لأيّ كان، لأنّ هذا القضاء، بحاجة، وقبل أيّ شيء آخر، إلى إعادة الإعتبار لنفسه، بعدما ثبت، بالوجه القاطع، أنّه يحمي المرضى عنهم وينقض على المغضوب عليهم ويهمل الضحايا!
من حق كارلوس غصن أن يدافع عن نفسه، ولكن من حقنا أن ندافع عن بعض الذكاء الذي يثابر على مقاومة محاولات إفنائه التي تولّاها فاسدو لبنان ومجرموه !