"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

لودريان بدأ في لبنان مهمّته "شبه المستحيلة"

نيوزاليست
الأربعاء، 21 يونيو 2023

لودريان بدأ في لبنان مهمّته "شبه المستحيلة"

وصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان عند الثالثة من بعد ظهر اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، في زيارة يجري خلالها لقاءات ومحادثات مع قيادات رسمية وحزبية وسياسية ، تتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية . وكان في استقبال الموفد الفرنسي سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو على رأس وفد من السفارة. وكان المكتب الاعلامي للسفارة الفرنسية اعلن اليوم ان “لن يتم توزيع جدول لبرنامج زيارة لودريان ولن يكون هناك أي مؤتمر صحافي له”.

ومن المنتظر أن يلتقي جان إيف لودريان “المبعوث الشخصي” لإيمانويل ماكرون للبنان ، بقادة سياسيين لبنانيين “لتسهيل الحل” في البلد الذي يعيش بدون رئيس منذ ثمانية أشهر في ظل فشل البرلمان في انتخاب رئيس للجمهورية، حيث يجد لبنان نفسه من دون رئيس منذ تشرين الأول الماضي، وسط انسداد يؤدي إلى انسدادات أخرى في الحكومة التي من المفترض أن تلعب دورا اساسيا في إصلاحات تؤدي في نهايتها إلى خروج البلاد من الأزمات الخطيرة التي تمر بها.

وفشل البرلمان اللبناني هذا الأسبوع، للمرة الثانية عشرة في انتخاب رئيس حيث زاد الخلاف بين حزب الله الموالي لإيران وحليفته حركة أمل اللذان يشكلان الثنائي الشيعي من جهة، وبين خصومهما في المعارضة من خطر استمرار الشغور في البلاد.

كما انزلقت البلاد في ركود اقتصادي رغم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي في أبريل نيسان 2022، يشترط أولاً إجراء إصلاحات حاسمة للإفراج عن مساعدات تنعش اقتصاد البلاد التي يعيش أكثر من 80٪ من سكانها تحت خط الفقر، وفقا للأمم المتحدة.

وتأتي الزيارة المهمة بعد المحادثات التي جرت في باريس بين إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورحلة رئيس الدبلوماسية السعودية الأمير فيصل بن فرحان إلى طهران وكون لبنان في كل مرة على قائمة هذه المحادثات.

بدورهم كذلك ينتظر الفاعلون السياسيون اللبنانيون أن يسمعوا من فم المبعوث الفرنسي نتائج كل هذا النشاط الدبلوماسي.

على لودريان دخول مطبخ السياسة اللبناني

يُظهر تعيين الوزير السابق مبعوثًا خاصًا لإيمانويل ماكرون إلى لبنان أن الرئيس الفرنسي لا يزال لديه الإرادة للعمل في بيروت على الرغم من عدم وجود نتائج من مبادراته السابقة.

وقال مصدر فرنسي مطلع لإذاعة فرنسا الدولية إنه سيتعين على لودريان الدخول إلى مطبخ السياسة اللبنانية، ومناقشة الملف الرئاسي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وكذلك مع قادة الكتل النيابية الرئيسية بما في ذلك حزب الله.

وأعاد حزب الله وحلفاؤه تأكيد دعمهم لترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، المقرب منهما ومن النظام السوري، وهو ترشيح لم تنظر له باريس بعين سلبية قبل زيارة الراعي إلى باريس.

بينما تدعم غالبية الأحزاب المسيحية المرشح الوزير السابق جهاد أزعور الذي حصل على أصوات أكثر من سليمان فرنجية في آخر جلسة تصويت في البرلمان عقدت الاسبوع الماضي.

المعارضة تراهن على تغير في موقف باريس

وجاءت خطوة تعيين لودريان بعد لقاء حصل بين البطريرك بشارة الراعي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي قيل إنها أدت إلى تحولات واضحة في الموقف الفرنسي من الإستحقاق الرئاسي، وتخلي الإليزيه عن دعمه لمرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية رئيس تيار المردة، وعليه انتقل الملف من السفير باتريك دوريل، إلى لودريان المعروف بقدرته وخبرته السياسية والديبلوماسية ونجاحه في إدارة الأزمات.

يشار إلى أن لودريان كان على خلاف مع فريق الأزمات في الإليزيه، حين لاحظ الديبلوماسي الفرنسي المخضرم اقتراب الرئيس ماكرون من “حزب الله” بعد انفجار مرفأ بيروت.

بماذا تطالب باريس بيروت؟

لخص لودريان ذات زيارة إلى بيروت هدفه من الزيارات المتكررة مخاطبا الطبقة السياسية اللبنانية بالقول ساعدونا لنساعدكم.

ومن خلال هذه الزيارة، ستكرر فرنسا ما أكده دائمًا شركاؤها في مجموعة الدعم الدولية للبنان في أنه لن يتم تقديم أي مساعدة مالية للبنان حتى يتم البدء في الإصلاحات بشكل جيد ومناسب، وعليه تتوقع باريس من السلطات اللبنانية أن تستمر المباحثات مع صندوق النقد الدولي بطريقة بناءة لأنها تتراجع حاليًا، كما سيشرح الوزير لودريان لمحاوريه المنح المتوقعة في مؤتمر سيدر في 2018، والتي بلغت 11 مليار دولار كمساعدات للبنان.

كما سيكرر لودريان المطالبات الدولية بإجراء تدقيق كامل وشفاف لمصرف لبنان للتمكن من تحديد الديون والخسائر ووضع خطة مناسبة لاحتياجات البلاد، وإنشاء هيئات تنظيمية للقطاعات الرئيسية مثل الكهرباء، ومكافحة الفساد، ومراقبة الحدود والجمارك واستقلال القضاء.

وسيعبر لودريان عن موقف فرنسي قريب مما ذكره مؤخرًا البطريرك، رئيس الطائفة المسيحية المارونية في لبنان، وهو تبني الدولة اللبنانية للحياد تجاه أزمات المنطقة، وسيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، كما يتوقع ان يدعم لودريان البطريرك الراعي الذي قيل إنه استهدف بحملة تشهير من قبل الأحزاب السياسية المقربة من حزب الله بعد زيارته إلى باريس ولقائه بالرئيس ماكرون.

المقال السابق
السفير الإيراني: لانتخاب رئيس للبنان وفق الأسس المتعارف عليها
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

بهذه الشروط نتنياهو يوافق على وقف إطلاق النار في لبنان

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية