محاولة جان إيف لودريان تحريك الملف الرئاسي اللبناني،في ضوء التغيير الحاصل في إيران، بعد السماح بوصول “الإصلاحيين” إلى رئاسة جمهوريتها، تصطدم، بإبقاء طهران الملف اللبناني على قِدمه. وزار لودريان المستشار “الممتاز” نزار العلولا في السعودية، لتقييم إمكان تحريك الملف الرئاسي في لبنان، حيث تبيّن من الإتصالات التي أجريت مع الجانب الإيراني، بصفته العامل الأكثر تأثيرًا على “حزب الله”، أنّ القديم على قِدمه، بحيث انتهت الترتيبات الجديدة في الجمهورية الإسلامية الى إبقاء ملف لبنان عند “الحرس الثوري” الذي يساند “حزب الله” في إيصال رئيس للجمهورية موال له.
حاول الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ جان ايف لودريان الذي انتقل إلى السعودية، حيث وضع على جدول أعماله المرتبط بتطوير مشروع العلا، الملف اللبناني، تحريك ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفق تكليف مباشر من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. في السعودية إلتقى لودريان المستشار “الممتاز” نزار العلولا، المكلف بالملف اللبناني. الجديد الذي حاول لودريان البناء عليه، وهو انتقال رئاسة الجمهورية في إيران الى الإصلاحيين لم يُجدِ نفعًا، إذ أكدت اتصالات السعودية بالإيرانيين أنّ الملف اللبناني لا يشمله التغيير، بل هو باق في عهدة “الحرس الثوري”، وبالتالي ستبقى العراقيل القديمة حائلًا دون التقدم أي خطوة في هذا الملف.
وحاول الداخل اللبناني المتناغم مع الخط الفرنسي- السعودي إيجاد هامش له، وفيما سعى النواب المقالون أو المستقيلون من “التيار الوطني الحر” الترويج لمبادرة يمكنها أن تسمح بوصول أحدهم الى الرئاسة ( ابراهيم كنعان)، عقد تكتّل “الاعتدال الوطني” اجتماعًا في مكتبه في الصيفي، حيث بحث المجتمعون في التطورات في موضوع ملف الرّئاسة، واكدوا في بيان، ضرورة مواكبة أي تحرك يصبّ في مصلحة إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري تمهيدًا لإعادة تشكيل حكومة جديدة قادرة على اتخاذ جميع القرارت المطلوبة للخروج من الأزمات الراهنة. و اكد اعضاء التكتل في هذا الاطار أنهم سيباشرون باتصالاتهم لبلورة تصوّر جديد للخروج من الركود الحاصل في ملف رئاسة الجمهورية.