توصّلت دراسة جديدة إلى أنّ استبدال الزبدة ببعض الزيوت النباتية قد يساعد في تقليل خطر الوفاة.
تتحدّى هذه النتائج الاتجاه المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي الذي يهاجم زيوت البذور لصالح الزبدة، والسمن، والدهون الحيوانية.
وكان وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي روبرت كينيدي جونيور قد ذكر في فيديو نش ره على “إنستغرام” في عام 2024 أنّ زيوت البذور تُعتبر واحدة من أكثر المكوّنات غير الصحيّة الموجودة في أطعمتنا.
وقد أيّد العديد من المؤثّرين الآخرين ادعاءات مماثلة، بينهم الدكتور بول سالادينو، الذي قال في منشور: “الزبدة غذاء صحي يحتوي على عناصر غذائية مذهلة”، مضيفًا أنّ الزبدة مفيدة للأمعاء، والدماغ، وصحة القلب، والأوعية الدموية، والصحة العامة والحيوية.
لكن الأدلة لا تدعم هذا الرأي، وفقًا للمؤلف المشارك في الدراسة والتر ويليت، وهو أستاذ علم الأوبئة والتغذية في كلية T.H. تشان للصحة العامة بجامعة هارفارد في بوسطن.
وقال ويليت: “لسبب غير واضح بالنسبة لي، انتشرت أسطورة على الإنترنت مفادها أن الزبدة عبارة عن دهون صحية، لكن لا يوجد دليل جيد يدعم ذلك”.
وكشفت أحدث الأبحاث التي أجراها ويليت وفريقه أنّ ارتفاع استهلاك الزبدة ارتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 15%، بينما أنّ تناول كميات أكبر من الزيوت النباتية، ضمنًا فول الصويا، والكانولا، وزيت الزيتون، ارتبط بانخفاض بنسبة 16% في إجمالي الوفيات، وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة JAMA Internal Medicine الخميس .
بالإضافة إلى ذلك، ارتبط استبدال 10 غرامات فقط (0.35 أونصة) من الزبدة بهذه الزيوت النباتية يوميًا بانخفاض خطر الوفيات الإجمالية والوفيات المرتبطة بالسرطان بنسبة 17%.
أوضح الدكتور يو تشانغ، وهو مؤلف مشارك في الدراسة أن “نسبة 17% تمثل تغييرا كبيرا،
مقارنة الزبدة بالزيوت النباتية
قامت الدراسة بتحليل 33 عامًا من البيانات الغذائية لأكثر من 221000 مشارك في دراسة صحة الممرضات (NHS)، ودراسة صحة الممرضات 2 (NHS II) ودراسة متابعة المهنيين الصحيين.
وقام المشاركون بالإبلاغ عن عاداتهم الغذائية كل أربع سنوات، ما يسمح للباحثين بتتبع التغييرات مع مرور الوقت وحساب متوسط الاستهلاك على المدى الطويل.
عدّل الباحثون النتائج التي توصلوا إليها لتأخذ في الاعتبار متغيرات مثل العمر، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، وحالة التدخين، وإجمالي السعرات الحرارية، بالإضافة إلى الأنماط الغذائية الأخرى باستخدام مؤشر الأكل الصحي البديل.
يشمل تناول الزبدة أي كمية تُستخدم في الطهي والخبز، بالإضافة إلى أي زبدة إضافية يمكن دهنها على الطعام.
وتم تقدير استهلاك الزيوت النباتية بناءً على نوع الزيت المستخدم في القلي، أو الخبز، أو صنع صلصة السلطة.
وأشارت الدكتورة ماريون نستله، وهي أستاذة التغذية ودراسات الأغذية والصحة العامة في جامعة نيويورك، إلى أن الدراسة الجديدة تظهر الارتباط وليس السببية.
وأضافت: “هذا يتوافق مع عقود من الأدلة التي تربط الدهون المشبعة بالمخاطر الصحية، وتظهر فوائد صحية كبيرة جدًا لاستبدال الزيوت النباتية (بما في ذلك زيوت البذور) بالدهون الحيوانية”.
تُشتق زيوت البذور من بذور النباتات، في حين يتم استخلاص الزيوت النباتية من مجموعة متنوعة من أجزاء النبات المختلفة. وتندرج جميع الزيوت التي تم فحصها في الدراسة ضمن فئة زيت البذور، باستثناء زيت الزيتون.