تستمر الأندية السعودية بتقديم عروض مالية ضخمة لضم نجوم كرة القدم العالميين، لتصبح محط الحديث الأول في سوق الانتقالات مع تعاقد الهلال مع النجم البرازيلي نيمار من نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.
فبعد التعاقد الأول لنادي النصر مع اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، ضم النادي، السنغالي ساديو مانيه من بايرن ميونيخ، إضافة إلى الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش والإيفواري سيكو فوفانا من لانس الفرنسي.
وضم نادي الاتحاد كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد الإسباني السابق ونجولو كانتي لاعب وسط تشيلسي بالإضافة إلى البرتغالي جوتا من نادي سيلتيك الاسكتلندي.
أما أهلي جدة فقد تعاقد مع الجزائري رياض محرز والبرازيلي روبرتو فيرمينو بالإضافة إلى إدورادو ميندي حارس تشيلسي السابق، كما أعلن الهلال عن ضمه روبين نيفيز من ولفرهامبتون وكاليدو كوليبالي مدافع تشيلسي وسافيتش لاعب وسط لاتسيو، ما زاد من عدد أجانب الدوري السعودي هذا الموسم.
وينتظر عشاق كرة القدم موسماً قوياً ومثيراً بعد وصول كوكبة كبيرة من اللاعبين المحترفين في أوروبا إلى الدوري السعودي
فلماذا ينضم كبار اللاعبين إلى دوري روشن؟
يقول الصحافي الرياضي محمد قطب ل “بي بي سي” إنّ اللاعب عندما يقترب من الاعتزال يصبح يهمه البدل المادي، والمقابل الذي تعرضه الأندية السعودية على اللاعبين الكبار أمثال رونالدو وبنزيما من الصعب أن يحصلوا عليه في هذه المرحلة قي القارة الأوروبية، من هنا تأتي جا ذبية هذه الفكرة للاعبين القريبين من الاعتزال، في محاولة على زيادة شعبية الدوري المحلي والاستفادة من جماهيرية كرة القدم في المملكة العربية السعودية وتقديم دوري مختلف يلفت الأنظار عالميًا إلى الكرة السعودية وما يمكن أن تصل إليه”.
وكان نادي النصر قد خرج في الموسم الماضي دون تحقيق أي لقب ورصدت الكاميرات لحظات غضب رونالدو المتكرّرة على التحكيم وأداء الفريق، فهل الرياضة السعودية تمتلك الإمكانات اللازمة لتصبح على الخارطة العالمية؟
يجيب قطب: ” الرياضة السعودية لها تقاليد في القارة الآسيوية، فالمنتخب السعودي فاز بكأس آسيا عدة مرات وهو ضيف شبه دائم في كأس العالم، والأندية السعودية تنافس باستمرار في البطولات الآسيوية، فالانتقال من التفوّق القاري والإقليمي إلى العالمية تحتاج إلى إمكانيات مادية وإلى بنية تحتية، المشروع الرياضي السعودي وتحديدًا الكروي، يقوم على إمكانيات مادية كبيرة، يبدو أن السعودية تحضّر لملف استضافة كأس العالم في توقيت مناسب في الفترة المقبلة”.
والسعودية وضمن رؤيتها المستقبلية ٢٠٣٠، أطلقت مشروع الاستثمار والخصخصة للأندية الرياضية لتطوير الرياضة السعودية بشكل عام ضمن خطّة شاملة لتطوير جميع القطاعات في المملكة من الترفيه والزراعة والطاقة البديلة وصولًا إلى الرياضة، فهل مشروع السعودية رياضي أم اقتصادي؟
يقول محمد قطب: “قد لا يخفي عليك أن الرياضة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد وعندما تتحدّث عن رؤية ٢٠٣٠ تتحدّث عن هدف أساسي وهو جعل الدور السعودي واحد من أقوى عشر دوريات في كرة القدم العالميّة من دون استثمار مباشر من السعودية بواسطة صندوق الاستثمارات العامة، من هنا جاءت فكرة تخصيص الأندية مع سيطرة صندوق الاستثمارات العامة على الندية الأربعة الكبيرة : الهلال، النصر، الأهلي والاتحاد، لدفع هذه المشاريع الرياضية إلى الأمام باستثمارات مباشرة ، ولا يمكن أن نحصل على هذه الدفعة من دون مبلغ كبير من الأموال، وقد بدأ بالفعل بالظهور على ساحة كرة القدم في المملكة العربية السعودية”.
(بي بي سي)
