إستغلّ النظام الأمني في لبنان، وهو خاضع كليًّا، بكل ما يتصل بالمسائل الإستراتيجية لإرادة “حزب الله”، جملة إنتقادية حادة قالها الناشط والباحث السياسي البارز مكرم رباح في مقابلة أجراها أحد المواقع الإلكترونية معه، من أجل هزّ العصا له!
وقد خضع مكرم رباج، وهو من أعتى معارضي “حزب الله” ومن مجموعة أصدقاء الشهيد لقمان سليم، اليوم في دائرة التحقيق التابعة للأمن العام اللبناني، لساعات من “الحجز” بعد انجاز استجوابه، وذلك على خلفية قوله، بهدف السخرية من الواقع اللبناني: “أمّا القول بأن لإسرائيل أطماع بأرضنا، ياليتها تأتي وتأخذ نهر الليطاني، يكون ذلك أفضل من تحوله إلى مجرور، فالكلام على أن الهدف الإسرائيلي الوحيد هو لبنان، غير دقيق، فالإسرائيلي كان راضٍ بأن يتحول حزب الله إلى حرس حدودعلى حدوده الشمالية، ولكن عندما وصله قرار من إيران بفتح الجبهة كي لا يصغروا في أعين الرأي العام العربي والإسلامي، قام بذلك”.
وتابع مكرم رباح في تلك المقابلة:” بالنسبة لعقلية حزب الله نحن جميعًا خونة، ينظر إلينا كما نظر للقمان سليم وقتله وقتل غيره، وسمير قصير بالنسبة له صهيوني”.
وفي ضوء الإستجواب والإحتجاز، قرر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي ترك رباح رهن التحقيق الذي كان هو من أمر به.
ووفق المعلومات، استُبقي رباح محتجزاً لفترة، بسبب رفضه تسليم هاتفه، وهو لم يكن يحمله معه.
ورفض رباح وضع المسؤولية عند الرأي العام وقال إن المسؤول الوحيد عن ملاحقته هو القاضي فادي عقيقي ووراءه المحكمة العسكرية التي تطارد، وفق اعتقاده، معارضي “حزب الله”.
وبعد استجوابه قال رباح: “أكد اليوم شخص اسمه فادي عقيقي أن القضاء اللبناني والدولة اللبنانية تجت احتلال حزب الله.
وأوضح أنّ موضوع استجوابه كان يتعلق بإحدى إطلالاته الإعلامية حيث أدليت بمعلومات موجودة ضمن ما يسمى بالمصادر المفتوحة.
وقد طلب القاضي عقيقي من رتيب التحقيق أن يبلغني: ألا يعرف مكرم أن حزب الله هو مقاومة لبنانية ومنصوص عنها في البيان الوزاري؟
وأضاف: عندما لم يعجبه جوابي عن أن قرار الحرب والسلم هو بيد المجلس النيابي قال إن عليّ شبه تعامل وأنني عميل اسرائيلي لذلك يجب أن أقدم هاتفي للتحقيق. رفضت.
من جهته، قال وكيله لؤي غندور إن القانون اللبناني يرعى التنصت في حال الاشتباه مع أي جهة داخلية أو خارجية، وليس عبر تفريغ الهاتف الشخصي في معرض تحقيق سياسي بحت.