لقرون خلت، قام الباحثون بدراسة الرياضات التي تناسب الرجال حصريًا، حيث قللوا من أهمية الاختلافات بين الجنسين وتجاهلوها. هذا النقص طويل الأمد في الأبحاث القائمة على الإناث والناجمة عن التحيز الجنسي والجنساني دفع الدكتورة ستايسي سيمز، وهي عالمة فيزيولوجية التمارين الرياضية وعالمة التغذية المقيمة في ماونت مونجانوي بنيوزيلندا، إلى تكريس حياتها المهنية لتحديد كيفية تناول المرأة للطعام، وممارسة الرياضة، من أجل تحقيق الصحة المثلى.
وعن الأمور الأساسية التي يجب على جميع النساء القيام بها عندما يتعلق الأمر بممارسة الرياضة، تقول سيمز لـ “سي إن إن”: إنّ أي نوع من الحركة يُعد مفيدا، لكن الأهم هو أن تقوم النساء بتمارين القوة أو المقاومة، إذ تُعد مفيدة أكثر لصحة الدماغ، وإذا نظرنا إلى تدريب المقاومة والمسارات العصبية التي يخلقها، فإننا نرى أنه يساعد بالفعل في تخفيف الخرف ومرض الزهايمر، وهناك اختلاف بين الجنسين في تلك الحالات أيضًا، ومع ذلك، تاريخيًا، لم تتلّق النساء التوجيه للقيام بتدريبات المقاومة. ولكن في جميع المجالات، يجب على النساء ممارسة تدريبات القوة”.
وترى سيمز “أنّ لتدريبات القوة تأثيرات أخرى مع اقتراب النساء من سن اليأس ، فعندما تبدأ هرموناتنا بالتغيّر بين عمر الـ40 والـ50 عاما، يكون لها تأثير هائل على تكوين الجسم. وتبدأ النساء في المعاناة من فقدان العضلات وتراكم الدهون في الجسم، ولكن إذا كان لديهن كتلة عضلية خالية من الدهون من جراء تدريبات القوة، فإن ذلك سيساعدهن على تهدئة معدل التغيير ذاك”. وكذلك يساعد تدريب القوة على حماية العظام والحفاظ على توازن المرأة، مع العلم أنّ هذا النوع من التغييرات لا يحدث لدى الرجال حتى يصلوا إلى أواخر الخمسينيات أو السبعينيات من العمر.
ولأن المرأة تتمتّع بقدرة عالية على المشي ولمسافات طويلة وببطء، فهي لا تحتاج إلى القيام بتمارين القلب والأوعية الدموية، بل ما تحتاج القيام به كما تقول سيمز “هو التمرين عالي الكثافة، أي تلك الفواصل الزمنية عالية الكثافة الحقيقية التي تبلغ 30 ثانية أو دقيقة واحدة، لأن ذلك يساعدها على رفع معدل الأيض لديها، ويساعد على تقليل الدهون الحشوية، والأهم من ذلك، أنه يساعد في الحفاظ على تنوّع الميكروبات المعوية لديها، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية”.
وتضيف: “لذلك عندما ننظر إلى جميع الأبحاث حول التدريبات عالية الكثافة مقابل متوسطة الشدة ومنخفضة الشدة، نحتاج حقًا إلى زيادة التركيز على التمرين عالي الكثافة، بالإضافة إلى تمارين المقاومة”.
وردًا على سؤال عما إذا كانت النساء تتعافى من ممارسة الرياضة مثل الرجال تقول سيمز: “بعد ممارسة التمرين مباشرة، يحدث فرق في ضغط الدم، ستعاني النساء على إثره من توسع الأوعية، لذلك سينتشر الدم في الأطراف، بينما سيعاني الرجال من تضيق الأوعية، ما يعني أن كل الدم يعود إلى القلب، ويمكن ضخه بشكل أسرع بكثير من أجل التعافي بشكل أسرع، لذلك تميل النساء إلى الشعور بالدوار قليلاً بعد ممارسة التمارين الشاقة، بسبب تجمّع الدم، كما أن شرب مشروب بارد بعد التمرين مباشرة يساعد على إعادة الدم إلى مركزه، ويقلل من المستقلبات ويساهم في عملية الترميم”.
أما عن نسبة البروتين الموصى بها للنساء تقول سيمز: “إن البروتين مهم لكلا الجنسين، إلا أننا بحاجة إلى التركيز عليه بالنسبة للنساء - وخاصة مع تقدمنا في العمر، حيث تصبح النساء أكثر مقاومة للتمارين الرياضية وتناول البروتين، ما يعني أن أجسامهن لا تستجيب بشكل جيد لممارسة الرياضة والاستفادة من البروتين لبناء العضلات، لذلك يتطلب الأمر استهلاك المزيد من البروتين، ورفع أحمالًا أعلى أو أكبر حجمًا من تدريب المقاومة للحصول على البروتين العضلي.
