منذ أعلن البيت الأبيض عن “الهدنة الإنسانية اليوميّة” في شمال قطاع غزّة، حتى ثارت ثائرة إيران وتنظيمات “محور المقاومة” ووصل الأمر بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الى الإعلان عن “حتمية توسيع الحرب في المنطقة”، بعدما اطلع من نظيره القطري على نتائج المحادثات التي جرت في الدوحة بين مدير المخابرات الأميركيّة ورئيس الموساد والمسؤولين القطريين المتابعين لملف غزّة.
وتعتبر إيران ومعها “محور المقاومة” أنّ هذه الهدنة “كارثة” بكل ما للكلمة من معنى، لأنّها تبقي مقاتلي “حماس” تحت الضغط الشديد وتتيح للجيش الإسرائيلي بمواصلة خططه إذ إنّ “الهدنة الإنسانية اليوميّة” من “بنات أفكاره” وتسمح للمدنيّين الذين سبق أن قاوموا النزوح بإعادة النظر بقرارهم بعدما تلمسوا مخاطره عليهم، الأمر الذي يفرّغ شمال غزّة، تباعًا، من البيئة التي تحتضن مقاتلي “حماس” وتثير استهدافاتها الرأي العام الدولي ضد إسرائيل وكل من يدعمها.
وإذا كانت “حركة حماس” عبر بيانات “أبو عبيدة” تعدد الخسائر التي تلحق بالقوات المهاجمة، إلّا أنّها لا تُظهر أنّ الجيش الإسرائيلي “كاذب” في ما يزعمه من “إنجازات” لجهة النقاط التي تقدّم إليها والمراكز التي سيطر عليها وعشرات الأنفاق التي حيّدها أو دمّرها.
وهذا يعني أنّ الجيش الإسرائيلي في عملياته داخل قطاع غزّة، وإن تكبّد خسائر فادحة، فهو ينفذ المخطط الذي وضعه لتوغلاته البريّة التي يكبر عدد المشاركين فيها.
ومع إظهار إسرائيل عدم خوفها على أسراها من جهة وعدم اكتراثها بما تتكبده من خسائر من جهة أخرى، خسرت “حماس” أهم ورقتين كانت تراهن عليهما لوقف الحرب عليها.
وعليه، فإنّ “حماس” أصبحت، في وضعية “حرجة” وبات لزامًا على حلفائها في “وحدة الساحات” التدخل بقوة لوقف هذا المسار الخطر.
من هنا، يمكن فهم التوتر الإيراني وذهاب عبد اللهيان الى التهديد بقرب سريان “الحرب الكبرى”.
ولكن، هل هو يناور لتحسين أوراق التفاوض مستغلًا الحرب الحدوديّة بين “حزب الله” وإسرائيل وانطلاق المسيّرات من سوريا وعمليات الحوثيّين والفصائل العراقية؟ أو تراه يمهّد لتوسيع المواجهة، وليس لديه، في هذه الحالة، أهم من “حزب الله” الذي بقي لديه شيء واحد ليفعله، وهو فتح مخازن صواريخه؟
لا شيء حتميًّا حتى هذه الساعة، ولكن التدقيق بما سوف يحصل من الآن حتى السبت، واجب!