"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

لم أحبّ يومًا "أحد الشعانين"!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الأحد، 2 أبريل 2023

لم أحبّ يومًا “أحد الشعانين”، لأنّني طالما اعتبرته محطة خيبة وتخلّ وغدر، إذ إنّ غالبيّة هؤلاء الذين استقبلوا يسوع الناصري استقبال الملوك عند دخوله الى أورشليم، عادوا وتخلّوا عنه، عندما جرى تخييرهم، بعد أيّام قليلة، بينه وبين “المقاتل الشرس” باراباس، وسلّموه، بحبور، إلى “الجلّاد” ليُفّذ به حكم الإعدام…صلبًا!

ومع تقدّم الأيّام وتراكم التجارب ووفرة الأبحاث، تحوّل هذا الشعور الى قناعة، إذ بتّ مدركًا أنّ الجماهير، بطبيعتها، إنفعاليّة، فهي لا توالي عن قناعة ولا تعادي عن وعي، بل تتأثّر بمن يملك القدرة على التلاعب بعواطفها، ولذلك هي مستعدة، كلّ يوم، أن تستقبل شخصًا بصفته المنقذ، لترذله، بعد أيّام قليلة، بصفته المفسد.

ننظر حولنا ونتأمّل بعدد المرّات التي هلّلنا فيها ليسوع وعدنا وتركناه لمصلحة باراباس، حتى بات “البراباسيّون” يسيطرون على حياتنا، ويتحكّمون بيومياتنا، ويسرقون قوتنا، وينهبون مدّخراتنا، ويتربّعون، بغسل يدي البيلاطسيّين وخيانة اليوضاسيّين ومباركة “كهنة الهيكل”، على العروش، ويمنعون…القيامة!

ما هو “أحد الشعانين” غير ذلك؟

كيف يمكن ليوم يحمل كلّ هذه المعاني “الخائبة” أن يكون يوم احتفال وفرح؟ كيف يُعقل أن نُدخله في الثقافة الشعبيّة كما لو كان يوم انتصار، وهو في حقيقته، بداية الهزيمة؟

لا لم يدخل يسوع الناصري الى أورشليم، في ذاك الأحد، بصفته ملكًا بل بصفته “مخدوعًا”، فالشعب الذي هلّل له، عاد وهتف ضدّه، لأنّه دافع، بحرارة، عن قدسية الهيكل ضدّ تجار الدين!

صحيح أنّه بعد الخيانة والغدر والتخلّي والمحاكمة والتعذيب والقتل، كانت القيامة، إلّا أنّ الصحيح أكثر أنّ القيامة وحدها كانت فعلًا إلهيًّا وكل ما عداها كان من صنع…الجماهير!

المقال السابق
السلطة تُمعن في "تدمير" المؤسسات اللبنانية.. وتواجه الإضرابات بـ "إدارة الظهر" و"هضم" الحقوق!
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

أمن أجل هذا كانت المقاومة؟!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية