"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

لهذه الأسباب نحن نصوّت لجهاد أزعور!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الثلاثاء، 13 يونيو 2023

نحن لا يمكن أن نصدّق أنّ وصول جهاد أزعور إلى منصب رئيس الجمهوريّة سوف يُنقذ لبنان من المآسي التي يتخبّط بها، لأنّ قدرات أزعور مهما كانت كبيرة فهي تبقى بالمقارنة مع أسباب الكارثة اللبنانية متواضعة جدًّا.

ولكنّنا، في الوقت نفسه نؤمن إيمانًا راسخًا بأنّ وصول سليمان فرنجيّة إلى القصر الجمهوري سوف يزيد هذه الكارثة كوارث، لأنّ من يسعى الى ترئيسه هو السبب الجوهري لوقوع لبنان في الجحيم، بسبب تكليفه شرعًا من مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران بالحفاظ على لبنان “عمقًا استراتيجيًّا” لنظامه.

ونحن نعتقد بأنّ جهاد أزعور سوف يواجه الأمرّين إذا وصل الى رئاسة الجمهوريّة لأنّه سيكون مضطرًّا على مراعاة مصالح فئتين يحتاج لبنان الى التحرّر منهما: السلاح الشرعي والفاسدون.

ولكنّنا نؤمن بأنّ سليمان فرنجية هو جزء لا يتجزّأ من هاتين الفئتين، فهو كما أظهرت عقود من الممارسة السياسيّة الحافلة، يرضخ بهناء وحبور وقناعة، للوصاية والسلاح، ويلعب باحتراف وبراعة ورغبة، في ميدان الفساد والمفسدين.

ونحن نعتقد بأنّ جهاد أزعور ليس أفضل من يمكن أن تنجبه الطبقة السياسيّة اللبنانيّة، ولكنّنا نرى فيه نموذجًا صالحًا للشباب اللبناني الذي بات يعتبر أنّ المناصب الدستورية في بلادهم على عداوة مع العلم والجهد والعطاء والتألّق.

ونحن نؤمن بأنّ سليمان فرنجيّة ليس أسوأ من أنجبته الطبقة السياسيّة، وبأنّ مآسي الحرب تركت آثارها عليه وعلى تكوين شخصيّته ووعيه، ولكنّنا نرى أنّه لا يصلح ليكون رئيسًا للبنان الذي يتطلّع إلى إنقاذ نفسه من انهيار سلّم القيم قبل أيّ شيء آخر.

ونحن نعتقد بأنّ خلاص لبنان مرجأ إلى حين يُتاح لشعبنا إعادة تكوين نفسه، ولدولتنا استرجاع روحها التائهة، ولسلطاتنا إحياء دستورها الممزق، ولنظامنا تحرير ديموقراطيته من الأسر، ولكنّنا نؤمن بأنّ جهاد أزعور قادر على التخفيف، ولو قليلًا، من حدّة هذا المسار الإنحداري، بالتعاون مع المجتمع المدني اللبناني كما مع عواصم المال والقرار في العالم.

ولكنّنا نعتقد بأنّ سليمان فرنجية سوف يرهن لبنان، دستورًا وسلطة ومؤسسات، ليكون مجرّد خادم لما تراه “الدويلة” مناسبًا لها.

ولهذا، ومن دون أن نلغي تحفظاتنا على القوى التي رشّحته، نعتقد بأنّ جهاد أزعور هو الأقرب الى روح “ثورة 17 تشرين الأول 2019”، بكل ما حملته من شعارات وطنية، في حين نؤمن بأنّ سليمان فرنجية هو خصم هذه الروح بقدر ما كان الواقفون وراء الصارخين “شيعة. شيعة. شيعة” أعداء لها!

وعليه، فنحن…نصوّت لجهاد أزعور!

المقال السابق
ابرهيم منيمنة: نتجرع سم جهاد أزعور غدا ولنا كلام آخر لاحقا
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

لماذا لجأ نصرالله إلى "برج الحمام"؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية