أعلن وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، الاثنين، استقالته من منصبه الجديد كنائب للرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، وذلك بعد اقل من أسبوعين عن توليه المنصب.. وذلك على خلفية اعتراض على التشكيلة الحكومية الجديدة وتلميحات إلى محاولات المحافظين السعي لعرقلة عمل الحكومة الجديدة.. في حين كان ظريف اسماً يعول عليه لمصالحة إيران مع المجتمع الدولي.
وفي منشور له على منصة “إكس”، وأكّد ظريف أن قراره ناتج عن شكوك تعتريه حيال الفائدة التي من الممكن أن يشكلها في منصبه كنائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية، وليس على خلفية خلافات مع الرئيس بزشكيان.
كما عزى ظريف الأسباب إلى عدة أمور منها تعرضه لضغوط عديدة بعد تعيينه في منصبه بسبب الجنسية الأمريكية التي يحملها أولاده، فيما أكد من جهته أنه وعائلته يقيمون في إيران وليس لديهم أي أملاك خارج حدودها، على حد تعبيره.
ومن أبرز الأسباب التي دعته للاستقالة ما وصفه ظريف بـ “خيبة أمله” حيال التشكيلة الحكومية المقترحة، التي أثارت أيضاً انتقادات عديدة لدى المعسكر الإصلاحي الإيراني، كونها تضم أسماء كثيرة من التيار المحافظ. من حكومة الرئيس السابق ابراهيم رئيسي.
وتضم القائمة المقترحة للحكومة لتي قدمها رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، 19 وزيرًا من بينهم 8 وزراء ينتمون للتيار المحافظ، فيما اختار بزشكيان امرأة واحدة فقط في تشكيلته تتولى حقيبة وزارة الطرق.
وتشكل استقالة ظريف تحدياً آخر أمام حكومة بزشكيان، ومؤشراً لخلافات قد تطفو على السطح بين الرئيس وأنصاره من الإصلاحيين.
حيث كان من المرجو أن يلعب ظريف دوراً في الجهود التي يحاول الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان بذلها لإصلاح العلاقة بين إيران والمجتمع الدولي، إذ لعب ظريف مسبقاً دوراً محورياً في المباحثات التي أدت إلى إبرام الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني عام 2015.
كما تولّى ظريف حقيبة وزارة الخارجية بين عامَي 2013 و2021 في عهد الرئيس الأسبق حسن روحاني الذي كان مقرباً من الإصلاحيين. وكان شخصية بارزة في الحملة الانتخابية التي قادها الرئيس المنتخب بزشكيان.