"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

لدى إسرائيل ما يكفي من الطرق لإيلام إيران من دون دفعها إلى الرد

الرصد
الثلاثاء، 16 أبريل 2024

لدى إسرائيل ما يكفي من الطرق لإيلام إيران من دون دفعها إلى الرد

غيورا آيلاند

بحسب أقوال واضحة من مسؤولين إسرائيليين كبار، فإن القرار اتُّخذ بشأن الرد على الضربة الإيرانية الأخيرة. وبطبيعة الحال، لا توجد تفاصيل بشأن الوقت والأهداف والقوة.

الاعتبارات التي تدعم الضربة ضد أهداف داخل إيران نفسها مفهومة، حتى إنها منطقية، لكن توجد 5 أسباب، على الأقل، لماذا من الأفضل الامتناع من توجيه ضربة علنية في الأراضي الإيرانية: أولاً، إذا كانت الضربة خفيفة، والهدف منها حفظ ماء الوجه فقط، فإن ضررها سيكون أكبر من فائدتها، وإذا كانت قوية، فإنها ستجرّ، بشكل مؤكد تقريباً، رداً إيرانياً يُدخلنا، من دون قصد، إلى معركة طويلة مع إيران.

أشك في أن هذا ما نريده. من المفيد أن نتذكر أنه بسبب الحرب في غزة والمواجهة في لبنان، هذا ليس الوقت الملائم قط للمخاطرة بحرب مستمرة في جبهة إضافية.

ثانياً، يمكن أن يكون الرد الإيراني ضد مصالح أميركية في العراق، أو في الخليج، أو ضد أهداف في السعودية والإمارات والأردن، وبعدها يمكن أن ننجرّ إلى حرب إقليمية، إذ إن الدول التي ستتم مهاجمتها ستتهم إسرائيل بأنها السبب. ثالثاً، لإسرائيل مصلحة، أكثر من إيران، في عودة الوضع إلى طبيعته في الحدود الشمالية حتى 1 أيلول/سبتمبر، وبذلك تسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم. يجب استغلال الدعم الدولي الذي حصلنا عليه وتقويته، من خلال استعدادنا للإصغاء إلى نصائح لندن وواشنطن وباريس، وأن نطالب، في المقابل، بدعم غير محدود في الشأن اللبناني - دعم يُترجم إلى ضغط فعال (في الأساس أميركي وفرنسي)، للتوصل إلى ترتيبات في الشمال. وإن لم ينجح هذا خلال وقت قصير، فعلينا أن نطلب دعماً غير مشروط للقيام بعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في لبنان.

رابعاً، المصلحة الإسرائيلية العليا في مواجهة إيران هي في منعها من الحصول على سلاح نووي. صحيح، حتى الآن، يبدو أن إيران تسير واثقة إلى هذا الهدف الخطِر. الضربة الإيرانية الأخيرة يجب أن تكون إثباتاً لحجم الخطر الكامن في حصول إيران على سلاح نووي، وهو خطر غير محصور بإسرائيل فقط، وهذه فرصة لتجديد الضغط الدولي عليها. يجب أن تتضمن هذه الضغوط عقوبات اقتصادية، فضلاً عن تهديد عسكري حقيقي (أميركي). صحيح، على إسرائيل أن تغيّر رغبتها المبررة في ضرب إيران، بالتزام الغرب العمل في هذا المجال، وتجنيد الولايات المتحدة فقط غير كافٍ. علينا أن نعرف كيف نجنّد كافة دول الاتحاد الأوروبي والهند (التي خُطف 17 ملاحاً منها على يد إيران)، والأهم السعودية. يبدو أن السعودية تساعد إيران على تخطّي مقاطعة النفط المفروضة عليها، وذلك عبر نقل حاويات سعودية للنفط الإيراني الممنوع، ويجب وقف هذه الظاهرة. خامساً، إذا دخلت إسرائيل وإيران في مواجهة مستمرة، فيمكن أن يؤثر هذا في استقرار الأردن. منذ الآن، تحاول إيران تصوير الأردن على أنه يخون المصلحة الفلسطينية والأخوّة الإسلامية… الأردن والسودان هما الدولتان القادمتان اللتان تطمح إيران إلى اختراقهما والضرر بسيادتهما.

هذا كله ليس توصية بعدم الرد بتاتاً. وأكثر من ذلك، ما جرى الأسبوع الماضي كان رداً إيرانياً على ضربة إسرائيلية في سورية، وهذا ما لا يجب التنازل عنه. فالعمليات الإسرائيلية في سورية خلال الأعوام التسعة الماضية منعت إقامة تنظيم آخر كحزب الله في الدولة السورية، ويجب الاستمرار في ضرب الأهداف الإيرانية هناك. أنا أقدّر أن الإيرانيين لن يردوا على استمرار “المعركة بين الحروب” في سورية، وإذا ردوا ضدنا - فسيكون من الأسهل بناء ائتلاف ضدهم. لدى إسرائيل عدة إمكانات لضرب إيران وتمرير رسالة رادعة، لكن ليس من الضروري القيام بذلك بشكل يدفع إيران إلى الرد مرة أُخرى.

يديعوت أحرونوت

المقال السابق
وزير الداخلية اللبناني: سوريا لم تسلّم المطلوبين الأساسيين باغتيال باسكال سليمان

الرصد

مقالات ذات صلة

مجزرة تدمر... ردّ إسرائيلي على "الحشد" العراقي أم رسالة لدمشق؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية