ابن المجتمع المدني اللبناني نواف سلام رئيسا مكلفا للحكومة على حساب نجيب ميقاتي ابن الطبقة السياسية التي صنعها النظام السوري ورعاها حزب الله. الرجل الإصلاحي الذي له طروحات تمتد من الدستور الى الاقتصاد يفتح السراي الحكومي أمامه على حساب الرجل الذي كان يحترف اللعب على التناقضات ويجيد معرفة المكان الذي يؤكل منه الكتف.
هذه مشهدية كانت مستحيلة قبل أشهر عدة وتعاطى معها الكثيرون على انها كذلك حتى قبل ساعات قليلة من حصولها. لم يكن أحد يصدق أنّ المستحيل يمكن ان ينكسر في لبنان، وأنّ الأفضل وطنيا سيتغلب في لحظة تألق على “افضل الممكن” الذي طالما عزينا به أنفسنا ونحن نشاهد كيف يتم تكريس السيئين في المراكز العليا وفي المناصب الدستورية.
رئيس الجمهورية العماد جوزف عون هو الذي بدأ بإظهار أن عهد اللا مستحيل اللبناني قد انطلق، حين تلا خطابا للقسم بدا بالنسبة لكثيرين بأنه مشهد من أحلامهم المقموعة. وأكمل هذا الإنجاز هؤلاء الذين تجرأوا وتطلعوا الى رئيس للحكومة يشبه الإنجاز. وسوف يتابعه بلا هوادة هؤلاء الذين لم يخافوا يومًا من معادلة الترهيب التي حكم بها “حزب الله” البلاد وخربها فوق رؤوس العباد.
هل رأيتم هؤلاء الذين تحكم بهم “حزب الله” وقبله نظام الأسد على مدى عقود كيف تهاووا كما الورق؟ هل رأيتم كيف محوا بعد الظهر ما نطقوا به قبل الظهر؟
هل رأيتم محمد رعد كيف انتقل من حالة الترهيب والشماتة والإستكبار الى حالة المتمسكن الذي لم يبق لديه ما يدافع فيه عن مكتسابته سوى همينته على الطائفة الشيعية التي دمرها شر تدمير؟
هل رأيتم نبيه بري كيف يخفي وجهه عن شاشات التلفزة بعدما أمضى عمره يطل عليها ليرسم ضحكة الإستقواء؟
هل رأيتم كيف أصبح الفاسدون يتحدثون عن الإصلاح والعدالة والإنصاف والإستقامة؟
هل رأيتم كل هذه المستحيلات وهي تحصل بلمحة بصر؟
صدقوا ما شاهدتم. صدقوه. ارسموا طموحاتكم على سديم السماء. فزمن المستحيل قد ولّى وزمن إعادة لبنان قد زفّ!