دخل لبنان، فعلًا حقبة ما بعد حسن نصرالله، بحيث أنّ من لم يكن قد صدق أنه قد قتل في الغارة الإسرائيلية تأكد، فبكى ومشى وبات ينظر الى “حزب نصرالله” نظرة مختلفة. لقد أيقن أن زمن العجائب انتهى وحان زمن الواقعية. و”حزب الله” نفسه إنتبه الى أنّ الجهود التي بذلها من أجل تحويل التشييع الى حدث كبير لم تُثمر. كان الجميع مهتمين بما سوف يقوله رئيس الجمهورية العماد جوزف عون للإيرانيين الذين أتوا للمشاركة في التشييع. رئيس جمهوريتهم لم يخيب تطلعاتهم. ورئيس حكومتهم نواف سلام كذلك عندما أثير ملف مطار رفيق الحريري. وكما قدم عون رغبة اللبنانيين بوضع حد لحرب الآخرين على أرضهم، كذلك فعل سلام عندما قدم أمن المطار واللبنانيين على أي اعتبار آخر. ولفت انتباه “حزب الله” من دون أدنى شك، أنّ اللبنانيين في اليوم التالي لتشييع نصرالله قلبوا صفحة الإهتمام بما يقوم به، فمرّ التشييع الجنوبي المخصص لهاشم صفي الدين، كما لو كان مسألة هامشية، بحيث أخذت العاصفة القطبية التي تضرب لبنان اهتماما أكبر بكثير.