دونالد ترامب “مهووس” باتفاقيات إبراهيم. يعتبرها من الحجارة التي يرصف بها طريقه إلى هدفه الأسمى: “جائزة نوبل للسلام”.
اليوم تعهد بزيادة عدد الدول التي سوف تنضم إلى هذه الاتفاقيات التي سبق ان دخلتها كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
عين ترامب ليست على المملكة العربية السعودية فحسب، بل على كل من لبنان وسوريا ايضا.
الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع لا يبدو ابدا بأنه ضد ذلك. رسالة من كان يوما “ابو محمد الجولاني” إلى ترامب عند انتقاله إلى البيت الأبيض لم يكن يمكن تفسيرها إلا على قاعدة “أنا شريكك في صناعة السلام”.
في لبنان، رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لا يبدي مقاربات معادية لإمكان التوصل إلى تسوية سلمية شاملة مع إسرائيل، فمنذ خطاب القسم بدأ أنّ حده الأدنى هو اعادة لبنان إلى اتفاقية الهدنة، التي تعني سلاما من دون تطبيع.
بالنسبة لعون، وهذا ما عاد واكتشفه رئيس الحكومة نواف سلام، فإنّ اعادة إعمار البلد ووضعه على سكة الازدهار مجددا مستحيلة من دون استقرار حقيقي ودائم في الجنوب، على قاعدة احتكار الدولة للسلاح وقرار الحرب والسلم على امتداد البلاد.
بالنسبة لدونالد ترامب، لن يوفر للبنان شيئًا يتمناه إن لم يوفر له لبنان ما يتمناه هو. سبق أن قالها مقربون منه، فاعتبرها البعض “مزايدة”!
مشكلة أعداء التطبيع مع إسرائيل ان الرئيس الاميركي هذا، لا يميّز بين عدو وصديق وخصم وحليف، عندما يريد أن يحقق هدفًا. قدم، عمدًا أو عفوًا، درسًا للجميع في لقائه الشهير مع فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.
من كان شريكه في الهجوم على زيلينسكي،اي نائبه جي دي فانس، هو شريكه في توسيع دائرة الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم.
وهذا يعني ان قوة صاعقة سوف تنزل على الجميع حتى ينتظموا في تحقيق هدف ترامب الذي، للمناسبة، لا يتناقض مع رؤى الصين وروسيا للشرق الأوسط!
هل لبنان مستعد لصدمات ترامب؟
بالشعارات لبنان “ملك العالم”. بالواقع لا يملك لبنان حتى ما يدافع فيه عن ارضه بعدما حوّله محور الممانعة إلى ورقة تائهة في مهب الريح.