دخل لبنان الى قائمة الدول النفطية بعد توقيع اتفاق الترسيم البحري مع اسرائيل، بوساطة أميركية و بمباركة من “حزب الله” الذي يترقب، كما بقية الأطراف “حصته” من النفط والغاز، في حال وجوده، بع د أن تم ترسيخ ذلك كأولوية على حساب لبنان الذي دفع الثمن من حدوده المائية التي خسر جزءاً منها بفعل منطق المتاجرة الذي تم اتباعه خلال مفاوضات تخلّلها تهديد الحزب بالمسيرات “شكلياً” فشل في تكريس حق لبنان الرسمي واكتفى بتأمين ما يضمن مصلحته.
وصلت منصة الحفر TransOcean Barents إلى المياه الإقليمية اللبنانية وتمركزت في النقطة المحدّدة لها في البلوك رقم 9، على أن يلتحق بها الفريق الذي سيعمل عليها، وهو بحدود 140 فنياً، سيتم نقلهم مباشرة من مطار “رفيق الحريري الدولي” بوساطة الطوافات إلى نقطة المنصّة.
بالتزامن، تفقد وزيرا الأشغال العامّة والنقل والطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة ووليد فياض القاعدة اللوجستية التي تم اعتمادها في المطارلإقلاع وهبوط طائرة الهليكوبتر، المخصّصة لتقديم الخدمات من وإلى منصة الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9.
من المطار، أكد فياض أن “لبنان على موعد بعد شهرين أو 3 أشهر لمعرفة نتائج الحفر والتنقيب في البلوك رقم 9”، مشيراً الى “أن خلال الترسيم البحري حافظ لبنان على حقوقه من الموارد والتحضيرات اكتملت لبدء الحفر في البلوك 9، ونأمل أن يُصبح لبنان بلداً نفطياً ويكون هذا الأمرُ بارقة أملٍ للبنانيين جميعاً، كما أن توتال متفائلة بوجود بلوك نفطي في حقل قانا ونحن على بعد خطوات قليلة من الاستكشاف”.
من جهته، نشر حمية صورة عبر “x” للمنصة، قائلاً: “للعلم اليوم الأربعاء 2023/8/16 صباحاً باخرة التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم ٩ قد وصلت الآن إلى نقطة الحفر المحدّدة لها”.
ومن المتوقع أنه، بعد استكمال واستيراد كل المعدّات اللازمة لتجهيز المنصّة انطلاقاً من القاعدة اللوجستية في مرفأ بيروت حيث يتمّ تأمينها بوساطة الطوافات والبواخر ومدّها بموادّ الإسمنت والطين من قبرص، تباشر المنصّة عملية الحفر مع مطلع أيلول على أبعد تقدير، ومن المفترض أن تستغرق أعمال الحفر للوصول إلى البئر ما بين 60 و70 يوماً، وهي كافية للتأكّد من وجود الغاز.
وسينقسم طاقم العمل الموجود على المنصة إلى فريقين، يتناوبان مداورة على مدار الـ24 ساعة في النهار لمدّة 15 يوماً، ثمّ يرتاحان بعدها 15 يوماً قبل أن يعودا إلى الحفر مجدّداً، وترتبط مدة أعمال الحفر وتكلفتها بنوعية الصخور والأرض في الرقعة علماً بأنها ستكون على عمق 4200 متر.
تشكّل حصّة الحكومة اللبنانية نحو 63 %، والكونسورتيوم نحو 37 %، ويبدأ تقسيم الثروة وتوزيع الحصص بشكل كامل فور بدء الإنتاج. وتوزّع حصّة الـ37 %، التي يُمكن أن تصل إلى 42 %، في البلوك الرقم 9، وفق الآتي: 35 % للمشغّل “توتال إنرجيز” الفرنسية، 35% للشركة غير المشغّلة “إيني الإيطالي”، 30% للشركة غير المشغّلة “قطر للطاقة”، وذلك بموجب الاتفاقية الموّقعة بين لبنان والكونسورتيوم “توتال إنرجيز” و”إيني الإيطالية” و”قطر للطاقة”، وتحديداً في ما يتعلق بالبلوك الرقم 9.
وأعلنت شركة توتال إنيرجيز، مشغّل الرّقعة رقم 9، عن وصول منصة الحفر Transocean Barents إلى الرّقعة على بعد حوالى 120 كيلومتر من بيروت في المياه اللبنانيّة إلى جانب وصول أوّل طائرة هليكوبتر إلى مطار بيروت. هذه المروحيّة، التي تديرها شركة Gulf Helicopters بعد أن تعاقدت معها شركة توتال إنيرجيز إي بي بلوك 9 ستنقل الفرق إلى منصة الحفر. يشكّل وصول الآليّاتيْن خطوة مهمّة في التحضير لحفر البئر الإستكشافيّة في الرّقعة رقم 9 الذي سيبدأ في أواخر شهر آب 2023. كما جرت زيارة ميدانيّة في 16 آب في مطار بيروت بحضور السيّد وليد فياض، وزير الطاقة والمياه، والسيّد علي حميه، وزير الأشغال العامّة والنّقل إلى جانب ممثلين عن هيئة إدارة قطاع البترول.
شكّلت هذه الزيارة فرصة للتذكير بأنّه تمّ العمل وفقاً لجدول العمليّات والتقدّم بالأنشطة وفقًا للالتزام الذي تعهّد به الشركاء في كانون الثّاني 2023.
إن توتال إنيرجيز للإستكشاف والإنتاج موجودة في لبنان منذ العام ٢٠١٨، وهو العام الذي تمّ فيه توقيع إتفاقيتيْ الإستكشاف والإنتاج للرّقعتيْن رقم 9 و 4. بصفتها المشغّل لهاتيْن الرّقعتيْن أنهت شركة توتال إنيرجيز أوّل بئر إستكشافيّ تمّ حفره على الإطلاق في المياه اللبنانيّة العميقة، في الرّقعة رقم 4 في أوائل العام 2020 وفقًا لإلتزاماتها التعاقديّة. مع شريكتيْها إيني وقطر للطاقة تستعدّ توتال إنيرجيز لحفر بئر إستكشافيّ ثانٍ. وسيتمّ حفر هذا البئر في الرّقعة رقم 9 خلال العام 2023.
