"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

لبنان "المتأهّب" والرعب "الواقعي"!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الجمعة، 13 أكتوبر 2023

قد يكون صعبًا على “حزب الله” التراجع عن وعد سابق قدمه لحركة “حماس” بالإنخراط في أيّ حرب يتم إعلانها ضدّ إسرائيل، عملًا بتفاهم عنوانه “وحدة الساحات”، خصوصًا متى تمّ استفراد هذه الحركة!

وقد يكون أصعب التخيّل بأنّ العمليّة النوعية التي شنّتها “حماس” في غلاف غزة، صباح السبت الأخير، لم تكن منسّقة مع “حزب الله” الذي سارع، بعد ساعات على إنجازها، على الإعلان عن أنّه “ليس على الحياد” وأنّه في حال تمّ التفكير بدخول إسرائيلي برّي إلى غزّة سوف ينخرط في الحرب!

وقد يكون مناسبًا الإعتقاد بأنّه في وقت بدأت فيه إسرائيل، ولو بوتيرة هادئة، في التوغل داخل قطاع غزّة، رفع “حزب الله” وتيرة هجوماته الصاروخيّة على إسرائيل التي ترد، بوتيرة تظهرها جاهزة لفتح حرب على الجبهة الشماليّة مماثلة لتلك التي تخوضها في قطاع غزّة!

ولا يمكن الإعتقاد بأنّ “حزب الله” لا يخشى الإلتزام الذي قطعه ل”حركة حماس”، لأنّ بعض الحسابات السابقة لعملية “طوفان الأقصى” قد أصابها الخلل، فقرار العمليّة أخذ في الإعتبار ليس الوهن السياسي الذي تعاني منه إسرائيل وينعكس سلبًا على جيشها، بل البرودة التي كانت تشهدها علاقات إسرائيل بالغرب عمومًا وبالولايات المتحدة الأميركية خصوصًا، بدليل أنّ بعض المحللين ذهبوا بعد ساعات قليلة من عملية اجتياح غلاف غزّة إلى الإعتقاد بأنّ واشنطن “مرتاحة” لما حصل لأنّه يلقن حكومة بنيامين نتنياهو درسًا لا يُنتسى ممّا يدفعها الى أن تكون أكثر تواضعًا وأكثر واقعيّة!

لكنّ كل هذه الحسابات خابت، فعمليّة “حركة حماس” بركنها الإنساني، سواء كان مضخّمًا أو واقعيًّا، إنقلبت لمصلحة إسرائيل، وكذلك تلميح “حزب الله” بفتح الجبهة الشماليّة في وقت واحد مع الجبهة الجنوبية والإنتفاضة المنتظرة في الضفة الغربية.

وقد جاء الجواب على كل ذلك، بإرسال الولايات المتحدة الأميركية أعتى آلات حربها لدعم إسرائيل وإعلان مد جسر جوي لتزويدها بما تحتاج إليه في الحرب. وبعد الولايات المتحدة الأميركية سارعت دول عدة، بينها بريطانيا، الى الإقتداء ب”العم سام”!

وهذا يعني أنّ تفعيل “وحدة الساحات” سوف يفعّل “وحدة الحلفاء” بعدما وضعوا خلافاتهم جانبًا، ممّا يعطي إسرائيل الضوء الأخضر للتعامل مع “حزب الله”، في حال الضرورة، كما يتم التعامل مع “حماس”!

والضوء الأخضر يعني هنا إعطاء إسرائيل حاجتها ليس الى الذخيرة فحسب بل أيضًا، وهذا الأهم، إلى أكثر من ذلك، مثل الوقت الوفير والغطاء الإنساني!

وكل ذلك يعني أنّ تشريف “حزب الله” لوعده بدخول “طوفان الأقصى” سوف يكون ملكفًا جدًّا ليس عليه فحسب بل على لبنان أيضًا!

حتى الساعة، وكل الأمور مرهونة بأوقاتها، لا يزال “حزب الله” في تصعيده يقف دون مستوى إذلال إسرائيل ممّا يضطرها على توسيع رقعة الحرب ويخرجها من “لعبة البينغ بونغ”!

المقال السابق
ميقاتي يعلن حقيقة عجز الدولة اللبنانية أمام "حزب الله": أنا وحكومتي لا نملك قرار الحرب
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

خطِر أن يكون نصرالله قائدك!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية