نافست بعض التطورات الاقليمية في الساعات الاخيرة والتي يعتبرها كثر على تماس ما مع ما يجري في لبنان من تعطيل للاستحقاق الرئاسي واللقاءات التي يعقدها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مع القوى السياسية. والمؤشرات لذلك تمثلت برسالتين من الرئيس الايراني ابرهيم رئيسي الى كل من العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان تزامنا مع الاعلان عن استعداد وفد حوثي برفقة وفد عماني لزيارة المملكة في تحول لافت لمسار المفاوضات بين الجانبين التي تراوح منذ اشهر طويلة . وهو تطور لا يمكن اسقاطه من الحسابات المتعلقة بانتظار ما يمكن ان يحصل في لبنان على خلفية ان التطورات في اليمن والهدنة الطويلة التي يتم العمل عليها ومدى نجاحها تظل بوصلة مهمة لتحديد نسبة الانفراج او استمرار التوتر الاقليمي من جهة لا سيما على خلفية اتفاق بكين بين #السعودية وايران وانعكاساته على ملفات اخرى في المنطقة من جهة اخرى . يضاف الى ذلك تميز الملف اليمني خلال الاشهر القليلة الماضية وعلى رغم التوافق السعودي الايراني باستمرار العرقلة الحوثية .
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدرين أن مبعوثين من الحوثيين وسلطنة عمان سافروا إلى السعودية مساء أمس الخميس لمحاولة التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار مع المسؤولين هناك لإنهاء الحرب في اليمن.
وأضاف المصدران، وهما على صلة بالمحادثات، أن مسؤولين حوثيين سافروا إلى الرياض مع الوسطاء العمانيين الذين وصلوا إلى صنعاء اليوم قبل التوجه إلى المملكة.
وهذه أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤولون من الحوثيين إلى السعودية منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014 بعد أن أطاحت الحركة المتحالفة مع إيران بالحكومة المدعومة من المملكة في صنعاء.
وعقدت أول جولة من المشاورات بين الرياض وصنعاء، بوساطة عُمانية، في نيسان/ أبريل عندما زار مبعوثون سعوديون صنعاء.
ويحارب الحوثيون التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية، منذ عام 2015، في صراع أودى بحياة مئات الآلاف وترك 80 بالمئة من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وذكرت مصادر طلبت عدم نشر أسمائها لرويترز أن المحادثات بين السعودية والحوثيين تركز على إعادة الفتح الكامل للموانئ التي تخضع لسيطرة الحركة ولمطار صنعاء ودفع أجور موظفي القطاع العام من عائدات النفط وجهود إعادة الإعمار ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبي ة من اليمن.
وتكتسب مبادرات السلام قوة دفع منذ أن اتفقت السعودية وإيران، بوساطة الصين، على إعادة العلاقات بينهما. وسيشكل الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في اليمن علامة فارقة في تحقيق استقرار منطقة الشرق الأوسط.