كل شيء متصل، في لبنان. يذهب “حزب الله” الى حرب يزعم أنّها من أجل نصرة غزة، في وقت لم يغيّر من مآسيها قيد شعرة. وتواصل الطبقة السياسية صراعاتها، فتعجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، بعدما تمّ تمزيق الدستور، على يد من استقووا دائمًأ على الميثاق والقوانين والسيادة، وتخوض مواجهات كلاميّة لا تحيّد فيها سلاح الطائفية، بخصوص صلاحيات حكومة تصريف الأعمال.
في هذا الوقت، يترك لبنان لمصيره، في الكبيرة كما في الصغيرة، إلى درجة أصبح فيها خير السماء نقمة!
وهكذا كلّما هطل المطر وقعت الكارثة، فتغرق طرق لبنان ويتم اعتقال اللبنانيين في سياراتهم تمامًا كما تمّ اعتقال ودائعهم في خزائن ناهبي المال العام والخاص.
وكالعادة، تتم مواجهة كوارث المطر برفع المسؤولية عن المسؤول، فيبدأ كل واحد بنسب ما يحصل الى غيره، وكأنّ من أعطي زمام المسؤوليّة مجرد موطن مغلوب على أمره.
والطامة أن هؤلاء جميعهم يجدون دائمًا من يمجدهم ويصفق لهم ويرهق نفسه في إيجاد التبريرات لهم.
إنّه الغرق الذي لا يشعر به اللبنانيون إلّا عندما تحاصرهم الطرق السدود وتخذلهم السدود التي تصبح هي الطرق!