"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

لبنان.. أعياد "بالجملة" و"لا من يُعيّدون"!

أنتم والحدث
الجمعة، 7 أبريل 2023

تفتتح الأعياد موسمها بالفصح بشقيّه ثم الفطر وما يليه، لتطرق أبواب اللبنانيين بـ”غصّة”، فالفرحة تبدّلت الى “همّ”، والمهلّلون أضحوا “قلّة” بعد أن كان التحضير داخل المنزل وخارجه مرآة لترحيب بعيد،“لم يعد مرغوباً” بقدومه لكثيرين خلعوا ثوب الاحتفال وتنازلوا عن تحضيرات لم يبقَ منها سوى القليل.

لم تعد الأعياد كما كانت، فبين الكلفة والعادات، تتكشّف المأساة في مناسبات تبحث عن “معيّدين”، فالحركة في الأسواق التجارية، مقارنة بأعياد ما قبل الأزمة “ضئيلة”، و”عجقة العيد” غابت، وهي لم تتخطى الـ 30% والتجار يتحسرون على الماضي الذي لن يعود، فالسياح يتفق أصحاب المحال التجارية مع الناس على أن تراجع حجم الشراء، فالأولوية حاجياتهم الأساسية على شراء الألبسة للعيد.

باتت بهجة العيد باللباس الجديد بمحصورة فقط بالأطفال، فالأهالي استغنوا عن الشراء لأنفسهم والأولوية لصغارهم، إن تمكنوا من ذلك، فالأسعار بالدولار حرمت الغالبية من “تياب العيد”، فشراء ألبسة لطفلين أو ثلاثة “بدو ميزانية”، ووجوه الأمهات مع الآباء عند واجهات المحال، تختصر “لوعة” عدم القدرة على توفير اللازم من مظهر العيد.

ضرب ارتفاع أسعار السلع بالدولار أجواء العيد، في السوبرماركت كما في محال الحلويات، ولمعمول العيد حساباته المحصورة بين طرفين، بعد أن استغنى الثالث عنه كما عن الإحتفال بالأعياد، الأول يختار اعداده منزلياً لتوفير كلفته، بعد أن كان اعداده عادة تجمع الصغار والكبار في التحضير لـ”حلو العيد” الذي كانت رائحته تسبقه الى بيوت الجيران، فيما الثاني “الميسور” يُفضّل شراء المعمول جاهزاً من السوق، حيث سعر المعمول يتراوح بين 11 و17 دولار.

ستخلو ضيافة العيد من بيض الشوكولا إلا لأصحاب القدرة، فالكيلو بـ 30 دولاراً، أما “المفاقسة” فلن تكون بالمتاحة أيضاً للجميع، فسعر كرتونة البيض يتراوح بين 300 و400 الف ليرة، وكلفة تلوين الكرتونة تتفاوت بحسب الطريقة المعتمدة ما بين 450 و500 الف ليرة، أي بزيادة 5 أضعاف وأكثر عن السابق.

لم يوفر الغلاء أي مكون من مكونات مائدة العيد وطقوسه المعدومة كما مظاهره الغائبة، من الطعام مروراً بالألبسة وصولاً الى المعمول والشوكولا، إذ تتساقط مع سنوات الأزمة أصناف من قائمة أعياد اللبنانيين التي بقيت حاضرة على الرزنامة، لكن توالي الأزمات خطف رونقها وقلّص احتفالات تتكرّر فيها مقولة “وين العيد.. رزق الله كان زمان”.

المقال السابق
هل تعلم الحكومة إن كان "حزب الله" وافق على استهداف إسرائيل؟

مقالات ذات صلة

الطريق الى 7 تشرين...شارون يقمع الانتفاضة الثانية ويزيح عرفات

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية