"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

مسؤولون "بلا حيل" ومعارضون في " لالا لاند" و نصرالله يخوض "الحرب الكبرى" مع نتنياهو

فارس خشّان
السبت، 15 أبريل 2023

مسؤولون "بلا حيل" ومعارضون في " لالا لاند" و نصرالله يخوض "الحرب الكبرى" مع نتنياهو

يوم الخميس الماضي، لبيتُ ومجموعة من الزملاء دعوة سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان إلى لقاء مقفل في دارته في باريس، مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب الذي كان في زيارة خاصة لفرنسا “لم يلتقِ خلالها أيّ مسؤول فرنسي”.

بطبيعة الحال فرض الحدث الإقليمي نفسه، فالجميع يريدون التعمّق في المعلومات عمّا يحصل بين “محور الممانعة” الذي “استباح” الجنوب اللبناني وبين إسرائيل التي تترنّح مواقفها على موجات التهديد حينًا والتهدئة أحيانًا.

وحتى يأخذ الوزير اللبناني “راحته” في الكلام ونحصل نحن في المقابل على “كمشة أسرار”، كان الاتفاق على أن نمتنع عن أن ننسب إليه ما يقوله في “الجلسة المغلقة”.

السر الوحيد الذي كشفه وزير الخارجيّة اللبنانيّة أنّه في كلّ ما يتعلّق بـ “حزب الله” لا يوجد هناك فرق بين المسؤول والمواطن

وقد ندمنا على ما فعلنا، فالسر الوحيد الذي كشفه وزير الخارجيّة اللبنانيّة، بشخصيّته الهادئة والطيّبة، أنّه في كلّ ما يتعلّق بـ “حزب الله” لا يوجد هناك فرق بين المسؤول والمواطن، فكلاهما يتقاسمان المعلومات نفسها، ويقدّمان التخمينات نفسها، ويتشاركان الآراء نفسها، ويخشيان العواقب نفسها.

وعلى الرغم من خبرتنا الطويلة بهذا الواقع، إلّا أنّ تلمّسه، في واحدة من أكثر اللحظات حرجًا في تاريخ لبنان، يترك ندوبًا عميقة في النفوس، إذ كيف يمكن لدول القرار أن تُعير اهتمامًا بالمسؤولين اللبنانيّين، وهم، عند كلّ مفترق طريق، يظهرون عاجزين ولا حول ولا قوّة لهم!

ومن دون خرق “بروتوكول” الجلسة المغلقة مع الوزير عبد الله بو حبيب، فإنّ ما انتهت إليه كلّ أفكاره وأخباره وقصصه ومواقفه بيّنت أنّ “حزب الله” يمسك بالقرار فيما المسؤولون اللبنانيّون يمسكون بالمناصب على قاعدة “اسكتش البوسطجي”: إنتَ لا تفكّر، نحنا منفكر عنّك. إنتَ لا تتدخّل نحنا منتدخّل عنّك. انبسط، اشتغل، كول ونام، وطنِّش!

كيف يمكن لدول القرار أن تُعير اهتمامًا بالمسؤولين اللبنانيّين، وهم، عند كلّ مفترق طريق، يظهرون عاجزين ولا حول ولا قوّة لهم؟

بطبيعة الحال، مدلولات كلام الوزير بو حبيب تؤكّد المقولة الثابتة في لبنان أنّ قرار الحرب والسلم هو بيد “حزب الله”، وما فعله الحزب، في الأيّام الأخيرة الماضية، تحت ستار نسب الصواريخ اللقيطة الى “الفلسطينيّين”، يبيّن أنّ هذه المعادلة يجب أن تستمر، وهي التي تُملي هويّة رئيس الجمهوريّة الجديد وطبيعة تكوين حكومات العهد العتيد!

“حزب الله” يمسك بالقرار فيما المسؤولون اللبنانيّون يمسكون بالمناصب على قاعدة “اسكتش البوسطجي”: إنتَ لا تفكّر، نحنا منفكر عنّك

وفي الخطاب الذي ألقاه الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله، أمس بمناسبة “يوم القدس العالمي”، ظهر بوضوح أنّه يستثمر في تغييب السلطات الدستوريّة اللبنانيّة، إذ إنّه من موقعه كواحد من أبرز خطباء “محور الممانعة” الملتزم بالخطوط العريضة التي أملاها قائد “الحرس الثوري الإيراني” اللواء حسين سلامي، خاطب رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو وتبادل معه التهديدات محذّرًا إيّاه من “حرب كبرى”.

ومخاطبة نصرالله لنتنياهو، على الرغم من أنّ الثاني مسؤول دستوري والأوّل لا صلة بينه وبين الدستور، تُظهر أنّ الوزير بو حبيب في ما بدا عليه في “الجلسة المغلقة” خير معبّر عن حال الدولة اللبنانيّة العاجزة والمغيّبة والساقطة، على يد “حزب الله”!

الطبقة السياسيّة اللبنانيّة “عن بكرة أبيها” تتلهّى مثل مرتا الإنجيليّة بأمور كثيرة عن الشيء الوحيد المطلوب: إستعادة الدولة!

الغريب في هذا المشهد، أنّه فيما “حزب الله” بتوجيهات “الحرس الثوري الإيراني” يعمل على تثبيت مواقعه مستفيدًا من “اتفاق بكين” بين المملكة العربيّة السعوديّة والجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، على اعتبار أنّه أحد عوامل “عزل إسرائيل”، تنشب معركة سياسيّة حامية الوطيس في لبنان بين القوى المناوئة ل”حزب الله” عنوانها هذه المرة: التمديد للمجالس البلديّة والإختياريّة.

وهذه المعركة السياسيّة في ساحة الانتخابات البلدية والإختياريّة، برمزيّتها، تُعفي بو حبيب وسائر المسؤولين اللبنانيّين من “تبعات العجز”، لأنّها تظهر أنّ الطبقة السياسيّة اللبنانيّة “عن بكرة أبيها” تتلهّى مثل مرتا الإنجيليّة بأمور كثيرة عن الشيء الوحيد المطلوب: إستعادة الدولة!

نشر في “النّهار العربي”

المقال السابق
دعوى قضائية في الولايات المتحدة ضد بشار الأسد

فارس خشّان

كاتب سياسي

مقالات ذات صلة

الطريق الى 7 تشرين...شارون يقمع الانتفاضة الثانية ويزيح عرفات

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية