"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

لا تكتموا أسراركم.. بل افصحوا عنها بحكمة!

كريستين نمر
الأحد، 9 مارس 2025

لا تكتموا أسراركم.. بل افصحوا عنها بحكمة!

أسرار كثيرة تثقل كاهلنا، لا نجرؤ على البوح بها خوفًا من حكم الآخرين علينا. لفترة طويلة كانت النصيحة بعدم الكشف عن أسرارنا الخاصة أو حتى تلك المتعلّقة بالعائلة، خوفًا من العار والاستنكار، لكن أليس هذا الخوف مبالغًا فيه، وهل يجب البوح بأسرارنا أم كتمانها تيمّنًا بقول الإمام علي عليه السلام: “أضعف الناس من ضعف عن كتمان سرّه”، وماذا تقول الدراسات حول هذا الموضوع؟

في دراسة أجريت في مختبرات جامعة تكساس في أوستن، خلص العلماء إلى أنه من الأفضل التحدّث بصراحة عما يقضّ مضجع الشخص، إذ تبيّن في استطلاع شمل أكثر من ٢٥٠٠ شخص كانوا يحاولون كتمان أسرارهم، أنهم كانوا يبالغون في تقدير العواقب السلبية التي من الممكن أن تنجم في حال كشفها، خاصة عندما طُلب من المتطوّعين أن يتعرّفوا على بعضهم البعض من خلال مناقشة أسئلة حميمة إلى حد ما، والتطرّق إلى بعض ذكرياتهم المفضّلة وأحلامهم وطموحاتهم، كما طلب من أحد المشاركين أن يكذب حول نقطة معينة، مثل لحظة في حياته بكى فيها لاستجلاب عاطفة شخص ما، وأن يصف كيف يعتقد أن الشخص الآخر سيتفاعل إذا اعترف له بالحقيقة في وقت لاحق، وأعرب الجميع عن اقتناعهم بأن نظرة الشخص الآخر ستتحوّل إلى سلبية، ولكن بعد الكشف عن الحقيقة، لم يكن الأمر كذلك، أو على الأقل كان أقل بكثير مما كانوا يخشونه.

لكن لماذا يخطئ الناس التقدير عندما يتعلّق الأمر بمشاركة معلومات حساسة وحقيقية مع مقرّبين منهم؟

في تجربة أخرى، طلب باحثون من المتطوّعين أن يكتبوا سرًا يتعلّق بمسائل صحيّة أو خيانة أو أكل الشوكولا مساءً بعد أن يذهب الجميع إلى الفراش… وطلبوا منهم تدوين تقديراتهم حول ردّة فعل المتلقي وحكمه عليهم، ففي حين كان هؤلاء الأشخاص يبالغون بتقدير ردّة فعل كاتم أسرارهم، جاءت ردود أفعال هؤلاء أكثر اعتدالًا وتفهّمًا. وهذا ما تبيّن أيضًا عندما قام أحد الأزواج بالكشف لشريكه عن سرّ كان يعتبره خطيرًا، وعزا الباحثون خوف أحد الزوجين الكشف عن سر ما لشريكه، هو المبالغة بتقدير نسبة الاستنكار التي ستترتب عليه من قبله، وجهل قيمته بنظره ومدى تقديره له.

لكن لماذا هذا التشاؤم في التقدير؟

إحدى الفرضيات هي أن الإنسان يميل إلى رؤية الجوانب السلبية فقط مما سيكشفه، بينما في الواقع، فإن هذا الفعل يحمل أيضًا جوانب إيجابية، فعندما يتم الكشف عن معلومات حساسة، يبدو هذا الشخص صادقًا، ضعيفًا، وواثقًا، وهو ما يثير إعجاب الشخص الذي يفضي إليه بأسراره.

“نميل إلى رؤية الجوانب السلبية المرتبطة بسرّنا. في حين أن الكشف عنه يعطينا صورة إيجابية عن أنفسنا، صورة شخص صادق، ضعيف، وواثق”

الانفتاح يجعل المرء محبوبًا

من المعروف أنّه كلما توقّع الشخص أن يتم الحكم عليه بقسوة، قلّ ميله إلى الحديث عن أموره الشخصية، لهذا السبب، فإن التصوّرات الخاطئة التي يكوّنها عن ردود فعل محيطه تكون عائقًا أمام اتخاذ الخطوة. وعلى العكس، إذا قام بتصحيحها، فإن معدّل الكشف عن الأسرار يزيد، وهذا ما تبيّن عندما قام الباحثون بإخبار المتطوّعين أنه من المحتمل ألا يتم الحكم عليهم بشدة إذ أصبحوا أكثر استعدادًا لمشاركة أمورهم الشخصية.

وبمجرّد أن جرى التواصل شعر المتطوّعون بتحسّن كبير ويقول أحدهم: ” كأن عبئًا وأزيل عن كاهلي”، ويقول آخر: “لقد تخلّصت من الخوف الذي كان يلازمني من أن يتم الحكم عليّ بطريقة سلبية.

كيف نتخلّص من ثقل أسرارنا؟

ينصح الباحثون بخمسة أمور:

-التخلّص من فكرة أنه سيتمّ الحكم علينا بلا رحمة.

  • اتخاذ الوقت لتقييم العواقب الحقيقية.

  • تقدير إلى أي مدى يمكن أن يؤثر بوح السرّ على علاقتك بالشخص المستمع.

  • تفادي إفشاء أسرار قد تؤذي الآخرين بصورة مباشرة.

  • تخيّل نفسك مكان الشخص المستمع واسأل نفسك هل أدينه أم أتعاطف معه؟.

المقال السابق
نعيم قاسم: نحن مقاومة ونرفض منطق الميليشيات وكلام رئيس الجمهورية عن حصرية السلاح لا يعنينا
كريستين نمر

كريستين نمر

محرّرة وكاتبة

مقالات ذات صلة

صرخة باكية لنور علي بعد إطلاق النار عليها ... ورسالة للشرع

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية