"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

"لا" جعجع غير كافية للحيلولة دون إيصال مرشّح "قوى الممانعة" الى رئاسة الجمهورية

منى خويص
الاثنين، 24 أبريل 2023

"لا" جعجع غير كافية للحيلولة دون إيصال مرشّح "قوى الممانعة" الى رئاسة الجمهورية

لا تكفي “لا” التي يطلقها حزب “القوات اللبنانية” لمنع “قوى الممانعة” من ايصال مرشحها الى القصر الجمهوري، فالموقف المعارض في غياب خطة كاملة متكاملة بوجه مشروع الممانعة لن يفضي الى اي نتيجة، بل العكس قد يكون صحيحًا، إذ يمكن أن يقدّم للفريق “الممانع” فرصة اضافية للعمل بشكل حثيث ودؤوب، كعادته من أجل فرض مرشحه، رغمًا عن ارادة غالبية الاطراف.

إنّ المعارضة غير المتراصة الصفوف قد يُفتّتها الوقت أكثر وأكثر، مما يسمح للفريق الممانع أن يقضم الكثير من أفرادها “بالمفَرق” كما يقال، لأنّ هناك أكثر من خاصرة رخوة فيها، تبدأ من النواب التغييرين ولا تنتهي ب”التيار الوطني الحر” الذي اعطت مساهمته في تأمين النصاب للجلسة التشريعية التي عقدها المجلس النيابي للتمديد للمجالس البلدية والاختيارية إشارة إلى امكانية انخراطه في التسوية الرئاسيّة، وان لم يكن في المدى المنظور.

إنّ “التيار الوطني الحر”، حتى تاريخه، يتلاقى مع الاحزاب المسيحية بال “لا” للمرشح سليمان فرنجية، على الرغم من أنّه ليس من أقطابها، ولكن، إن كان صحيحًا أنّه رفع سقف التحدي مع “حزب الله”، فإنّ الصحيح أيضًا أنّه احتفظ بشعرة معاوية معه، ولم يقفل “خط الرجعة.

ولهذا، فإنّ تبدل موقف “التيّار الوطني الحر” امر وارد خصوصا إذا كانت التقديمات له في كعكة السلطة تحفظ له المكانة التي ترضيه، خصوصًا إذا لقى رئيسه جبران باسيل “وعدًا صادقًا” بأنّه سيكون “رئيس السنوات الست” التي ستلي ولاية فرنجية، إن قُدر له ولوج قصر بعبدا.

وكل السيناريوهات في لبنان قابلة للتنفيذ، فهو بلد العجائب والغرائب، حيث لا يخجل فيه أيّ فريق من أي شيء. بلد لا يُحرج فيه أيّ سياسي من أن تطاله أقذر التهم فكيف اذا كانت التهمة تغيير المواقف او نقل البندقية من كتف الى آخر، وبوجود قواعد شعبية عمياء يمكن التلاعب بها بشعار من هنا وبآخر من هناك مما يمرر مواقفها من دون محاسبة بحيث يسير القطيع كما يريد الراعي؟

لم يعد خافيًا على أحد أنّ فريق الممانعة الذي يشكل “حزب الله” رأس حربته هو الفريق الأكثر قدرة على فرض خياراته، ليس لأنّه مدجج بترسانة من الاسلحة فحسب بل لأنه أيضًا يحيك مشاريعه على طريقة حياكة السجاد ومتماسك بالشكل الذي يقطع الطريق على امكانية إحداث أيّ خرق في صفوفه ويعرف من أين تؤكل الكتف، في حين أنّ المعارضة لا تمتلك اي شيء من هذه العدة، وهي ان بقيت في هذا الضمور بحراكها وبافتقاد المبادرة من أجل التوحّد وصياغة مشروع متكامل للمواجهة فإن النجاح الذي حققته في الانتخابات النيابية لن يمنع عنها المزيد من الخسائر في المعارك السياسية.

المقال السابق
"إستعدادًا لتدهور أمني".. إسرائيل تدخل أسطول السفن الحربية "ساعر 6" الخدمة لحماية حقول الغاز

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

طوني نمر يقدم الأجوبة..لماذا نشعر بعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية بهزات أرضية وهل يمكن أن تتسبب بزلزال في لبنان؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية