"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

لا بد من مواجهة إملاءات "الثنائي" وباريس

علي حمادة
الأحد، 23 أبريل 2023

لا بد من مواجهة إملاءات "الثنائي" وباريس

لم يتغير موقف باريس في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي. لا يزال مرشح “حزب الله” سليمان فرنجية الاسم الذي يتم الترويج له من قبل اركان الملف اللبناني، وفق معادلة بسيطة ألا وهي ان أي رئيس رئيس آخر مرفوض من “حزب الله “وبالتالي فإن الأخير سيطيل من امد الفراغ الرئاسي أشهرا وأعواما. بناء على القراءة التي يقدمها المعنيون في “خلية لبنان” في قصر الإليزيه فإن الفراغ المديد هو انتحار للبنان ، و اهون الشرين القبول بفرنجية في الرئاسة لانهاء الفراغ و الاهتمام بمسار الإنقاذ الاقتصادي و المالي بفعل الازمة التي تعصف بلبنان .اما جائزة الترضية في مقابل القبول بمرشح “حزب الله” المحمّل بمجموعات “ضمانات” سلمت للفرنسيين على ان يحيلوها الى السعوديين لطمأنة المحور العربي، فهي تزكية القاضي و السفير نواف سلام لأقامة توازن بين طرفين ممانع في الرئاسة مع “الضمانات” ، و سيادي إصلاحي مقبول عربيا في رئاسة الحكومة بما يخفف من الشعور بأن “حزب الله” والرئيس نبيه بري فرضا على اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا رئيسا منتمٍ الى فريق “الثنائي الشيعي ” .

ولمعادلة سليمان فرنجية – نواف سلام جانب آخر أيضا مفاده ان باريس تتنازل عن دعم مرشحها الفعلي
لرئاسة حكومة العهد الأول نجيب ميقاتي الذي يؤخذ عليه انه يمالئ “الثنائي الشيعي “. طبعا لا يكشف الفرنسيون
عن فحوى “الضمانات” التي حمّلها
“حزب الله” لسليمان فرنجية لكي تسلم الى الرياض، وهم لا يجتهدون ل”انتزاع” ضمانات للبنانيين.

ففي النهاية ان اللبنانيين هم الذين سيتعايشون مع رئيس من “الثنائي الشيعي “. وهم الذين سيدفعون ثمنا باهظا على مستوى التوازنات الدقيقة للتركيبة اللبنانية، والاهم انهم هم من يتعرض لكل هذا الضغط الفرنسي من اجل انتزاع التنازل الأكبر، ألا وهو منح “حزب الله” ورقة تاريخية معترف بها خارجيا تقضي بفرض عرف مفاده ان رئيس الجمهورية اللبنانية ينتقيه “حزب الله” ويقبل به المسيحيون وباقي اللبنانيين. هذا الامر ينطبق في مكان ما على رئاسة الحكومة التي لم يعد سرا انها منذ تنصيب حسان دياب في السراي الكبير، باتت مستتبعة بشكل او بآخر للحزب المذكور وحليفه الرئيس نبيه بري.

ان كثيرين في لبنان يرون ان باريس ترتكب خطأ جسيما برفضها فهم ابعاد خيارها الرئاسي في لبنان الذي يفخخ التوازنات في البلاد ويترجم غلبة بسلاح غير شرعي الى مكاسب خطيرة في الصيغة اللبنانية. وفي هذا المجال فإن المزاج اللبناني والمسيحي
الغالب يرد على التهديد بالفراغ الذي يلوح به “حزب الله” بأن الفراغ أفضل من مواصلة هذا النهج القائم على الاستسلام والإذعان لمنطق الفرض والاكراه لخلق اعراف ناسفة لتوازنات البلد!

انطلاقا مما تقدم من المحتملجدا ان يطول امد الفراغ الرئاسي ، و ان يستخدم “حزب الله” ورقة “الجنرال وقت” ، أي انه ينتظر ان تتداعى الامور في البلد ، و يتشتت المعارضون تباعا ، و ان يتعب المجمع الدولي و الاسرة العربية من هذه الحالة التي يمكن دفعها الى التفاقم على صعيدي ازمة اللاجئين السوريين ( من اجل استخدامها ورقة في تنصيب فرنجية في الوقت المناسب ) و التفلت الأمني المتنقل في الداخل ،اوعلى الحدود مع إسرائيل .هذا الرهان موجود لذلك يجب ان ينتقل المعارضون من رد الفعل الى الفعل عبر تنظيم صفوفهم معا تصليب جبهتهم ، وتقديم بدائل لمواجهة املاءات “الثنائي الشيعي ” ومعهما باريس !

المقال السابق
معاذ فريحات / كيف يتحكم الدولار الأميركي بالنظام المالي العالمي؟

علي حمادة

كاتب ومحلّل سياسي

مقالات ذات صلة

إسرائيل تعمل على حرمان صفي الدين من أدنى فرص للنجاة

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية