وصل آموس هوكشتاين ظهر اليوم الى بيروت، حيث من المتوقع أن يجتمع بالمسؤولين اللبنانيّين قبل أن ينتقل الى إسرائيل.
بمعلومات قدّمها المسؤولون الأميركيون والفرنسيون الى صحافيّي بلديهم، مهّد الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لزيارته الجديدة الى كلّ من لبنان وإسرائيل.
المعلومات الأميركية تحدثت عن خطة بدأت تلقى تأييدًا واسعًا في الحكومة الإسرائيليّة تقضي بشن هجوم واسع ضد لبنان، في الربيع الذي يطرق أبواب المنطقة، في حين تؤكد المعلومات الفرنسيّة أنّ هناك مصداقية عالية لإعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأنّه في حال حصلت الهدنة في غزة فإنّ عملياته الجيش الإسرائيلي ضد “حزب الله” في لبنان سوف تتوسّع.
ولا تنطلق المعلومات الأميركية والفرنسية من فراغ، بل مهّدت لها إسرائيل يتوسيع دائرة استهدافاتها في لبنان، غير آبهة برد “حزب الله”، بحيث وصلت الى بعلبك بعد جدرا والضاحية الجنوبية.
ويعاني “حزب الله” من جبهة داخلية غير مريحة، فهو إنْ رفض مساعي التسوية فسوف يذهب الى حرب يرفضها الجميع في لبنان ويرفعون ضدها أصواتهم العالية.
ويتكبّد “حزب الله” في هذه المواجهات التي فتحها في الثامن من تشرين الأول الماضي، خسائر فادحة في أرواح مقاتليه، في حين يُلحق بلبنان خسائر كبيرة، مباشرة وغير مباشرة، في وقت لا يستطيع فيه الإقتصاد اللبناني تحمّل أي خضات سلبيّة إضافيّة.
ويريد هوكشتاين من إسرائيل أن تمنحه وقتًا لإتمام مساعيه التي تتلاقى وأهدافها المعلنة، أي إبعاد “قوة الرضوان” التابعة ل”حزب الله” الى بعد عشرة كيلومترات على الأقل عن الحدود اللبنانية- الإسرائيليّة، ممّا يمهّد لإعادة سكان الشمال الى منازلهم وأعمالهم.
تلاقي الأهداف بين هوكشتاين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى لا يعود الى “نظرية المؤامرة” بل الى إلتزامات لبنان، بموجب القرار 1701 الذي يحظر وجود تنظيمات مسلحة على عميق أربعين كيلومترًا من الحدود مع إسرائيل.
وسوف يسمح “حزب الله” للمسؤولين اللبنانيّين بفتح ثغرة في الدائرة المغلقة للمفاوضات، لتأخير توسيع الحرب من جهة وقياس ما يمكن أن يحصل في غزة لجهة الهدنة التي يتم العمل على إنجازها، بصعوبة، ولكن لن تتيح لهم بإعطائه كلمة نهائية لأنّ شهر رمضان، في حال لم يكن شهر هدنة، فهذا يعني أنه كما تقول “حماس” و”الجهاد الإسلامي” سيكون شهر أعنف قتال على أساس “وحدة الساحات”.