"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

كيف خدع "جزّار خان يونس" إسرائيل قبل الهجوم على غلاف غزة؟

نيوزاليست
الاثنين، 6 نوفمبر 2023

كيف خدع "جزّار خان يونس" إسرائيل قبل الهجوم على غلاف غزة؟

يحيى السنوار قبل أكثر من سنة من الهجوم على “غلاف غزّة”: “نحن لا نعترف بدولة إسرائيل، لكننا مستعدون للذهاب إلى هدنة طويلة الأمد لجيلنا والجيل المقبل، توصل المنطقة إلى فترة من التهدئة والازدهار”

قرابة 40 سنة من الخبرة تملكها إسرائيل في التعامل مع زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، إلا أن “القراءة الخاطئة لشخصيته شكلت مقدمة لأكبر فشل استخباراتي لإسرائيل”، وفق تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.

واعتبر التقرير أن الخبرة الإسرائيلية في التعامل مع السنوار، “لم تؤد سوى إلى تهدئة قادة الأمن الإسرائيليين، ومنحهم شعورا زائفا بالرضا عن النفس”.

وقال مايكل ميلشتاين، ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق، الخبير في الشؤون الفلسطينية، للصحيفة البريطانية: “لم نفهمه إطلاقا”، في إشارة إلى السنوار.

وبعد هجمات حماس التي أودت بحياة أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، وضعت إسرائيل “القضاء على السنوار” هدفا رئيسيا لحملتها العسكرية في غزة.

والأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في مؤتمر صحفي: “سنعثر على السنوار وسنقضي عليه”، مضيفا “أقول لسكان غزة: إذا عثرتم عليه قبلنا فإن ذلك سيقصر أمد الحرب”.

وبعيد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، الحركة الفلسطينية المصنفة على لائحة الإرهاب، قالت إسرائيل إن السنوار، وهو رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة، ومحمد ضيف، الخبير العسكري في الحركة، الذي يعتبر قائد قوات حماس، هما “أهم هدفين لجيشها في الحرب”.

وقالت مصادر أمنية اسرائيلية إن السنوار والضيف “موجودان الآن وسط شبكة من الأنفاق بنيت خصيصا ضد حملة القصف التي تشنها إسرائيل”، بحسب فرانس برس.

ويعتبر السنوار الشخصية الأكثر مسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر المباغت، بحسب “فايننشال تايمز”، فيما يشير إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على أنه “رجل ميت يمشي”.

وكان السنوار معتقلا في السجون الإسرائيلية منذ أواخر الثمانينيات، عندما بدأت حركة حماس في الظهور بقطاع غزة، قبل أن يتم الإفراج عنه كجزء من صفقة الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، الذي استعادته إسرائيل مقابل إطلاق سراح أكثر من 1000 سجين فلسطيني، عام 2011.

لكن عندما اعتقلته إسرائيل، كان ذلك بسبب “دوره الخاص” داخل حماس، وهو “مطاردة الفلسطينيين المشتبه في تعاونهم مع إسرائيل”، بحسب “فايننشال تايمز”.

وقال ميخا كوبي، الذي استجوب السنوار لصالح مخابرات جهاز الأمن الداخلي “الشاباك” في عام 1989، إن زعيم حماس “اعترف بارتكاب جريمة قتل”.

وكان ذلك في ذروة ما يسمى بـ “الانتفاضة الفلسطينية الأولى”. وكان كوبي ضابطا في الشاباك يطارد أعضاء حماس، التي كانت آنذاك “جماعة إسلامية مسلحة صغيرة، تصعد إلى الواجهة في غزة”.

“تقييم نفسي”

وقال تقييم استخباراتي إسرائيلي للسنوار خلال فترة وجوده في السجن، إنه “قاس.. موثوق ومؤثر ومقبول من قبل أصدقائه”.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التقييم يعتبر أن السنوار “يتمتع بقدرات غير عادية على التحمل والمكر والتلاعب ويكتفي بالقليل.. يحتفظ بالأسرار حتى داخل السجن بين السجناء الآخرين”.

ونشأ السنوار (61 عاما) في أحد الأحياء الفقيرة في خان يونس جنوبي غزة، وظهر لأول مرة على الساحة السياسية في أوائل الثمانينيات، حين كان يقدم المشورة لمؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، الذي كان مقعدا على كرسي متحرك.

وكان جار السنوار في خان يونس، محمد ضيف، وهو الآن القائد العسكري الغامض لحماس.

وبالإضافة إلى المساعدة في إنشاء الجناح العسكري للجماعة، تم تعيين السنوار مسؤولا عن جهاز الأمن الداخلي المعروف باسم “قوة المجد”، وهي قوات مكلفة بالقضاء على الفلسطينيين الذين يشتبه بتعاونهم مع إسرائيل.

وأكسبه ذلك لقب “جزار خان يونس” الذي يطلقه بعض الفلسطينيين على السنوار حتى يومنا هذا، وفقا للصحيفة.

وقال كوبي إن السنوار “تفاخر – سواء بشكل صحيح أو على سبيل التبجح – بالعقوبة التي تم فرضها على أحد المخبرين الفلسطينيين المشتبه بهم”.

واستدعى السنوار شقيق الرجل (المشتبه بعمله مع إسرائيل)، وهو عضو في حماس، و”جعله يدفن شقيقه حيا”. وقال كوبي: “هذا هو يحيى السنوار”.

ودانت محكمة عسكرية إسرائيلية سرية السنوار بقتل 12 فلسطينيا، من بينهم الرجل الذي دفن حيا، وفقا لشخصين مطلعين على القضية، لم تكشف الصحيفة البريطانية عن هويتهما.

وأثناء وجوده في السجون الإسرائيلية لعشرين عاما، تعلم اللغة العبرية، واستخدمها في مقابلة تلفزيونية مع قناة إسرائيلية.

وبدلا من الحرب، حثّ الجمهور الإسرائيلي على “دعم هدنة طويلة الأمد مع حماس”. وأقر بأنهم “لا يملكون القدرة على تدمير إسرائيل”، وهو هدف الحركة الفلسطينية المصنفة على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة وعدد من الدول.

وفي تلك المقابلة، قال السنوار: “نحن لا نعترف بدولة إسرائيل، لكننا مستعدون للذهاب إلى هدنة طويلة الأمد لجيلنا والجيل المقبل، توصل المنطقة إلى فترة من التهدئة والازدهار”.

وكان التقييم الاستخباراتي الرسمي الإسرائيلي هو أن “حركة حماس التي يقودها السنوار، كانت مترددة في خوض حرب أخرى ومهتمة بالتوصل إلى اتفاق أوسع مع إسرائيل”، طبقا للصحيفة البريطانية.

ووفقا للاستخبارات الإسرائيلية، فإن “هجوم حماس تطلب سنة على الأقل من التخطيط”، وأن تصريحات السنوار، كما يؤكد المسؤولون والمحللون الإسرائيليون الآن، “كانت مجرد خداع بهدف كسب الوقت”.

وتحدثت صحيفة “فايننشال تايمز” مع مصدر (ليس إسرائيليا) يتمتع بخبرة طويلة مع السنوار، دون أن تكشف عن هويته. وقال هذا الرجل عن السنوار: “لديه غرور هائل. إنه معتل اجتماعيا. لا أقصد ذلك كإهانة”.

وأضاف أن السنوار مستعد إلى “التضحية بعشرات الآلاف من الأرواح، وأكثر من ذلك، لتحقيق أهدافه”.

ومن جانبه، قال ميلشتاين، ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية: “علينا أن نواجه الأمر.. إنه مدفوع بالكراهية والمذابح وتدمير إسرائيل”.

الحرة

المقال السابق
العملاق الباكستاني أطول رجل في العالم بلفظ أنفاسه في جدّة
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

بالصوت والصورة/ "جبهة المقاومة" تنصّب "الشيطان الأكبر" حكمًا بينها وبين "الشيطان الأصغر" في لبنان وسوريا

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية