"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

كيف برر حزب الله "انتقاده" سابقا للسعودية؟

نيوزاليست
الثلاثاء، 14 مارس 2023

__“نحن لم ننتقد يوما إلا بعض السلوكيات والأعمال”، بهذه الكلمات برر نائب امين عام حزب الله نعيم قاسم انتقاد حزب الله سابقا للسعودية. ولكن غاب عن قاسم ان ما كان يفعله حزب الله لم يكن انتقادا بسيطا لبعض السلوكيات. بل اتسم بالتحريض والانتقاد اللاذع وقد وصل الى حد تبني جمهور حزب الله شعار “الموت لآل سعود” والهتاف به اثناء خطابات نصرالله. كما واتهم نصرالله المملكة بـ”الارهاب”. وقام حزب الله بارسال خبراء وعناصر إلى مطار صنعاء لمساعدة الحوثيين على إطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مفخخة اتجاه المملكة. واتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في وقت سابق، حزب الله باطلاق صاروخ بالستي باتجاه الرياض. وقد سبق وان اعلنت المملكة “مليشيات حزب الله بقادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظمة إرهابية”، وظلت خطابات نصرالله على مدى سنوات تضبط على إيقاع ما يحدث بين طهران والرياض باعتبار أن الحزب ليس سوى أداة إيرانية للسيطرة على لبنان وسوريا واليمن والبحرين.. واتى ذلك على حساب مصلحة الدولة اللبنانية والشعب اللبناني الذي لم يأخذها الحزب بعين الاعتبار.

وعلى وقع تبدل العلاقات بين السعودية وطهران، التزم حزب الله بالتغييرات الجديدة، وبدأ يُبرر “هجومه السابق على بعض سلوكيات المملكة”

اذن، علق نائب الامين العام نعيم قاسم على الاتفاق السعودي الايراني، قائلا: “في ما يتعلق بالملف الإيراني السعودي، نحن عبرنا عن سرورنا وسعادتنا بهذا الاتفاق، فهو بارقة أمل لتعاون دول المنطقة وأمنها وتطوير اقتصادها وتعزيز استقلالها وخياراتها الحرة. هذا الاتفاق هو ضربة قاضية لمشروع العداء لإيران الذي كان يعمل عليه الكيان الإسرائيلي بالتعاون مع أميركا، حيث أرادوا أن يجمعوا دول المنطقة وعلى رأسها دول الخليج لتكون إيران هي العدو بدل الكيان الإسرائيلي. الآن بهذا الاتفاق مع أنه في بداياته، قُضيَ على المسار الذي يستبدل العدو الإسرائيلي بغيره. ستبقى إسرائيل عدوة وسنجمع العالم ضد إسرائيل، وسنقول لكل صاحب ضمير أنظر إلى هذا الكيان الخطر على الإنسانية وعلى البشرية، وهذا أحد نتائج الاتفاق الإيراني السعودي. لعل البعض استغرب أننا كنا ننتقد سابقا، فما القصة؟ نحن لم ننتقد يوما إلا بعض السلوكيات والأعمال، ولكننا ندعو دائما إلى كل اتفاق يمكن أن يجعل القوة والعزيمة والتعاون في مواجهة الأعداء الحقيقيين للأمة وليس في ما بيننا”.

وقال قاسم “نحن قلنا مرارا وتكرارا إذا كان هناك التباس عند البعض في وضعية المقاومة بين المقاومة والسلاح، فنحن جاهزون لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية، وأعطينا نموذجا تطبيقيا في الترسيم البحري في مواجهة الكيان الإسرائلي واستنقذنا الثروة النفطية والغازية بتكامل بين المقاومة والدولة من دون إحراج الدولة بتبعات ما فعلته المقاومة من تهديد حقيقي كان يمكن أن يوصل إلى حرب لاستنقاذ الحقوق، فوفَّق الله تعالى بسبب هذه الاستراتيجية الدفاعية المحكمة والراقية أن نأخذ المكاسب من دون أيَّ قطرة دم”.

واردف: “لبنان في وضع صعب وهناك منظِّرون كُثر يتحدثون عن طريقة للحل وعن مخرج للأزمة الاقتصادية والاجتماعية، والأكثر هم الذين يصرخون دون أن يقدموا الحل. رأينا أنه لا حلول في لبنان من دون انتخاب رئيس، هو البداية وهو الذي نسعى إليه. مشكلة انتخاب الرئيس داخلية بالدرجة الأولى، لأن المجلس النيابي موزع بطريقة تجعل كل الكتل صغيرة وغير قادرة على أن تحسم وحدها من دون الاتفاق مع كتل أخرى لإنجاز استحقاق الرئاسة، ولا قدرة للخارج على الضغط لترجيح الرئيس لأنهم درسوا الواقع، فوجد بعض الخارج أن جماعته لا يجتمعون، فكيف يمكن أن يدخل في مبادرة ثم تفشل؟ لذلك الحمد لله،هم قالوا نحن لن نتدخل للعجز عن التدخل الفعلي في الداخل. إذا ما هو المطلوب؟”.

وقال: “المطلوب أن نعمل من أجل أن نجد الحل. أما أولئك الذين يقومون بدور التعطيل وهذا منسجم مع العاجزين عن الإتيان برئيس ويرون التعطيل والفراغ بديلا، فهم يسيئون إلى موقع الرئاسة ولا يقدمون حلا سواء أكان هؤلاء المعطلون من الداخل أو من الخارج. نحن وافقنا على دعم المرشح الوزير سليمان فرنجية على مرحلتين، المرحلة الأولى من دون أن نعلن والسبب في ذلك لأن نترك الفرصة للتفاهم مع القوى المختلفة كي نعلن معا حتى لا يقال بأننا أعلمنا قبلهم وأننا وافقنا قبلهم وأنهم لحقوا بنا، لكن وصلنا إلى طريق مسدود، لم يعد هذا الأمر غير المعلن نافع لتحقيق تقدم في الحوار مع الكتل المختلفة وانتقلنا إلى المرحلة الثانية”.

المقال السابق
ما صحة العثور على "كنز" في دوما؟
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

اسرائيل تنتظر صواريخ "حزب الله" في مناطق "أبعد من حيفا"

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية