خلال ترؤس ابراهيم عقيل (القائد عبد القادر) اجتماعاً ضم مجموعة من معاونيه في قوة الرضوان، نفّذت طائرات إسرائيلية من طراز «إف – 35» غارة على دفعتين، فأطلقت صواريخ دمّرت مبنى مؤلّفاً من 8 طبقات، قبل أن تطلق دفعة ثانية من الصواريخ الثقيلة والخارقة للطبقات، مستهدفة طوابقَ سفلية حيث كان الاجتماع، ما تسبّب بدمار إضافي أصاب المبنى الملاصق وأبنية مجاورة، وتسبّب بسقوط أكثر من 18 قتيلا وإصابة أكثر من 67 آخرين، فيما بقيت فرق الإنقاذ تعمل طوال الليل للبحث عن مفقودين من المدنيين.
وعند الثالثة والدقيقة الخامسة والأربعين، استهدفت 4 صواريخ، كما أحصى سكان المنطقة، مبنيين مجاوريْن في شارع القائم المكتظ أصلاً. «شخرت الصواريخ من فوق رؤوسنا»، تقول مريم القاطنة في المبنى المقابل للمنطقة المُستهدفة. لكن «لم نسمع صوت الطائرة، ولا حتى المُسيّرات»، تضيف مريم، بل «شعرنا بالهواء الساخن يلفح وجوهنا. اهتزت البيوت، وطار الأثاث». في النتيجة، انهار تماماً المبنيان المؤلّفان من 40 شقة وأحيلا رماداً، فضلاً عن عدد من المحالّ التجارية، وتحوّل شارع «القائم» الممتدّ من محطة الضاحية الكهربائية العائدة لمؤسسة الكهرباء، وصولاً إلى المسجد الذي سُمّي الشارع باسمه إلى منطقة منكوبة.
ووفق صحيفة “حزب الله” ( الأخبار):يُعدّ المرور في شارع «القائم» مغامرة غير محسوبة في الأيام العادية بسبب الاختناقات المرورية. في أوله مدرسة، وفي المنتصف واحد من أكثر المساجد ارتياداً واكتظاظا ً في الضاحية الجنوبية، مسجد «القائم». وعبره تمرّ «فانات خط رقم 4» الشهيرة، وفي آخره ما يُعرف بين أهالي الضاحية بـ«سوق الصين العظيم»، حيث تباع مختلف أنواع البضائع الصينية المستوردة. تؤدي هذه العوامل وحدها إلى اكتظاظ لم يمر في بال أول من رسم مخطط الشارع الذي تحوّل من طريق فرعي، إلى «طريق دولي». وتزيد «العجقة» مع أكثر من 100 محل ومؤسسة تجارية ومعمل. وفي السنوات الأخيرة، افتُتح عدد أكبر من المحال التجارية، بعد تشييد مجمّع ضخم مكان «ملعب الراية»، حيث كانت تقام كلّ أنشطة حزب الله الشعبية.