"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

كُل هذا.. وعبد اللهيان لا يتدخل في لبنان؟!

منى خويص
السبت، 29 أبريل 2023

يصعب التكهن بشكل دقيق، عما كان في جعبة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، فيما يخص الاستحقاق الرئاسي في لبنان، بحيث انه كرر اللازمة نفسها، بأن ايران لا تتدخل في الشأن اللبناني، وأفلت من الاجوبة عن أسئلة، عما اذا كانت بلاده تدعم المرشح سليمان فرنجية في الوصول الى قصر بعبدا.

ليست المرة الاولى التي يعلن فيها مسؤول ايراني، ان بلاده لا تتدخل بالشؤون الداخلية للبنان، في حين يعلم الجميع، ان لبنان هو “درة تاج” النفوذ الايراني في المنطقة العربية، وان “حزب الله” هو ذراع ايران في لبنان والمنطقة، يحفظ الدور الايراني في لبنان، ويحرص على بقاء البلد ساحة لها، وصندوق بريد لرسائلها ومنصة لصواريخها.

منذ التوقيع على اتفاق بكين بين السعودية وايران حتى اليوم، يظهر انه لم يتغير اي شيء في السلوك الايراني في لبنان

وانطلاقا من ذلك يمكن القول، رغم النفي الايراني بأن ايران هي من اكثر الدول، ليس فقط تدخلا بالشأن الداخلي اللبناني، بل الاكثر تأثيرا فيه واللاعب الوحيد فيه لسنوات طويلة خلت، ما يطرح السؤال عن امكانية قبولها، بتراجع نفوذها فيه، او امكانية تخليها عنه او تقديمه كثمن على مذبح اتفاق بكين؟

حتى اللحظة، لا يبدو ان شيئا من ذلك قد تحقق او قابل للتحقق، انما على العكس، فاذا تم التوقف عند مجريات الاحداث، منذ التوقيع على اتفاق بكين بين السعودية وايران حتى اليوم، يظهر انه لم يتغير اي شيء في السلوك الايراني في لبنان ، بدءا من ازمة “صواريخ القليلة”، واشهار شعار توحيد الساحات، مرورا بالاستحقاق الرئاسي وما يخرج على لسان قادة الحزب، فيما يخص الاستحقاق ومرشح الثنائي الوزير السابق سليمان فرنجية، وصولا الى جملة عبد اللهيان عند وصوله الى مطار بيروت، والتي اعلن فيها عن استمرار دعم ايران لثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة”، هذه الجملة التي يتذكر اللبنانيون، ان الحزب كان يعطل ويمنع الافراج عن انطلاقة اي حكومة، قبل تضمين بيانها الوزاري هذه الثلاثية، التي تؤكد على دور المقاومة، لا بل على وضع يد المقاومة على ما يسمى السيادة في لبنان.

يبقى على لبنان الذي ينهش الانهيار بلحمه ولحم بنيه الانتظار الى ان يتم اجتراح تسوية ما تفرج عن الاستحقاقات العالقة

ان تأكيد عبد اللهيان، لحظة وطأت قدميه ارض لبنان، على التمسك بالثلاثية “الخشبية”، كما تم وصفها في نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان، وبعد انقلاب الحزب على توقيعه اعلان بعبدا، وهي تقول بأن ايران متمسكة بلبنان، وبما تعتبره ثوابت لها فيه، وهو لاعب اساسي ومقرر، لكنه لا يمكن تجاوزها، وانه اذا كان هناك من حلحلة للانسداد في الافق، فسيكون من خلالها او عبرها، وهو ما تمت الاشارة اليه اليوم، من انها ستسعى الى فتح حوار بين السعودية و”حزب الله ”، عبر طرف ثالث، ويبقى على لبنان، الذي ينهش الانهيار بلحمه ولحم بنيه، الانتظار الى ان يتم اجتراح تسوية ما، تفرج عن الاستحقاقات العالقة، وعلى الارجح انها لن تكون سهلة، ما يعني انها ايضا لن تكون قريبة.

ويبقى التمني، ان يبقى البلد قادرا على الصمود حتى ذلك الحين، وان لا تمر التسوية عبر اي انفجار على الساحة اللبنانية، كما جرت العادة، علما ان هناك تخوفا كبيرا، في ظل معاندة المعارضة رغم تفككها على التعطيل، وتمسك الممانعة بمرشحها او الفراغ، ان لا نكون امام احداث ضاغطة تدفع الى تسوية، بقدر ما قد نكون امام مواجهة، تدفع الى ضرب للسلم الاهلي والعيش المشترك.

فهل ستخفض كل الاطراف، ممانعة ومعارضة، من سقف تعنتها وعنادها، وتذهب الى اتفاق قبل ان يقع البلد في المحظور؟!

المقال السابق
وزير الخارجيّة الإيراني يترجم "اتفاق بكين" في لبنان : تعزيز نفوذ طهران وتكريس هيمنة "حزب الله"

منى خويص

كاتبة سياسيّة

مقالات ذات صلة

الطريق الى 7 تشرين...شارون يقمع الانتفاضة الثانية ويزيح عرفات

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية