حوّل الصراع الإسرائيلي- الفلسطينين، منذ عقود الشرق الأوسط الى بؤرة ملتهبة، وجعل شعوبها قودًا لحروب لا تنتهي وصراعات لا تتوقف!
وانقسم العالم العربي بين تيّارين عريضين، الأوّل يريد “محو إسرائيل من الوجود” والثاني يريد أن ينعم بالسلام مع إسرائيل التي يستحيل محوها من الوجود.
وقد جرّ الخلاف الإستراتيجي بين هذين التيّارين منطقة الشرق الأوسط الى حروب وصراعات جديدة أنهت البعض من الدول وأضعفت البعض الآخر و”حيّدت” عددًا لا بأس به، مثل غالبيّة دول الخليج العربي.
ومنذ السابع من تشرين الأوّل الماضي نجح تيّار “محو إسرائيل من الوجود” في فرض أجندته على الجميع، فكانت الحرب التي يسميها “محور المقاومة ” طوفان الأقصى وتسميها إسرائيل السيوف الحديديّة!
إنّ هذه الحرب، بما أنتجته من خسائر فادحة حتى الآن، يجب أن تكون الأخيرة، إذا كان “محور المقاومة” جادًا في شعار “محو إسرائيل من الوجود”.
لن يجد هذا المحور أفضل من هذه الظروف لتنفيذ تهديداته التي طال زمنها، ف”حركة حماس” واثقة من قدرتها على تحويل قطاع غزة الى مقبرة للجيش الإسرائيلي، و”حزب الله” متيقّن من قوته، بمساعدة الملائكة، على تدمير إسرائيل واحتلال الجليل، و”الحوثيّون” متأكدون من أنّ صواريخم ومسيّراتهم ستقلب البحر الأحمر على إسرائيل، و”الحشد الولائي” في العراق لا يتوقف عن تكرار مقولة تحرير بلاده وسوريا من الوجود الأميركي الداعم لإسرائيل، وإيران ترفع لافتات تجنيد ثلاثة ملايين من مواطنيها للتوجه نحو القدس. في هذه الحالة، وفي حال صدق “محور المقاومة” لماذا التردد في “محو إسرائيل”؟
“خلصونا من إسرائيل” ولكم منّا ليس الشكر فحسب بل الإعتراف أيضًا بأنّ اعتقادنا بعجزكم عن تشريف ما ترفعونه من شعارات كان خاطئّا وعلينا واجب تقديم الإعتذار منكم والتسليم لكم بإدارة شؤووننا الإستراتيجيّة.