دخلت توترات الحدود جنوباً، المتمثلة بمطالب إسرائيلية بإزالة خيمة “حزب الله” من منطقة الخط الأزرق في مرتفعات شبعا، الى دائرة الحل الديبلوماسية برعاية الأمم المتحدة، وأبدى لبنان استعداده للترسيم البري، فيما “حزب الله” يؤيد ضمناً هذا الخيار، على الرغم من تصعيده الكلامي “المحدود”، والذي يتم تصنيفه ضمن لعبة المفاوضات الدولية التي تجري لحل مسألة التنازع على منطقة الغجر.
المناوشات التي تحصل ناتجة عن عدم وجود حدود برية معترف بها، والأكيد أن الحل ليس بمعركة عسكرية بل بترسيم للحدود”
تندرج التطورات الأخيرة ضمن سيناريو شبيه لما حصل قبيل التسيم البحري، الذي جرى بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، بـ”مباركة” من “حزب الله”، وفي قراءة للتطورات، أكدت خبيرة النفط والغاز في منطقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتايان لـ”نيوزاليست” الى “أنه كان يفترض الانتهاء من قضية ترسيم الحدود البرية بعد البحرية مع اسرائيل، وكان التوجه هو الولوج نحو ترسيم بحري أيضاً مع سوريا وقبرص، وكذلك برياً بين لبنان وسوريا من جهة، ولبنان واسرائيل من جهة أخرى يستوجب جزءاً منها مفاوضات ثلاثية متعلقة بشبعا والجولان”، مشيرة الى “أن المناوشات التي تحصل ناتجة عن عدم وجود حدود برية معترف بها، والأكيد أن الحل ليس بمعركة عسكرية بل بترسيم للحدود”.
وشددت على “أن الذهاب الى حرب من أجل ترسيم الحدود في ظل فراغ رئاسي لا يوصل الى الهدف، لأن أهداف الترسيم مختلفة”، وسألت :“أين كنتم عندما كان هناك رئيس وحكومة ؟، ولماذا لم يتم فتح ملف الترسيم البري والعمل عليه حينها؟”، لافتة الى “أن تحريك الملف الآن غير مرتبط بالترسيم والسيادة، بل هو مرتبط بالملف الرئاسي الداخلي”.
قد لا يكون هناك حاضنة داخلية ووطنية لأي عمل يقوم به حزب الله بحجة حماية الحدود، لأن الهدف الأساسي هو تحريك ملف الرئاسة”
واعتبرت هايتايان أنه “أسوأ ما يمكن أن يحصل اليوم هو استخدام العنف والحرب مع اسرائيل لتحريك الملفات الداخلية في لبنان”، مشيرة الى “أنه قد لا يكون هناك حاضنة داخلية ووطنية لأي عمل يقوم به حزب الله بحجة حماية الحدود، لأن الهدف الأساسي هو تحريك ملف الرئاسة”.
على الفريق التقني الموجود، والذي كان يتولى مهمة التفاوض مع اسرائيل على 13 نقطة الحدودية، استئناف مهمته من أجل ذلك، وفي حال كان قد انجز عمله، يصبح الموضوع سياسياً
وأوضحت أنه “في ظل الفراغ السياسي الذي نعيشه، بالتوازي مع توقف للمفاوضات التقنية، المطلوب هو اعادة تفعيل تلك المفاوضات، وفي حال كانت تلك المفاوضات منتهية، فمن المفترض اعادة تكوين السلطة السياسية لتفعيلها وانجاز ترسيم الحدود”، مشيرة الى “أنه على الفريق التقني الموجود، والذي كان يتولى مهمة التفاوض مع اسرائيل على 13 نقطة الحدودية، استئناف مهمته من أجل ذلك، وفي حال كان قد انجز عمله، يصبح الموضوع سياسياً، ولبنان في فراغ سياسي ولا يوجد من يكمل المسار”.
في الموضوع مع سوريا، هناك امكانية لتشكيل فريق على مستوى موظفين وخبراء تقنيين، يعمل مع فريق تقني سوري
ولفتت هايتايان الى “أنه في الموضوع مع سوريا، هناك امكانية لتشكيل فريق على مستوى موظفين وخبراء تقنيين، يعمل مع فريق تقني سوري، وهو ما يجب أن يحصل في ظل الفراغ ، لانجاز تقاريره، بانتظار انتهاء المعضلة السياسية في لبنان بحكم الشغور”.