أخفقت الضغوط الدولية على إسرائيل في التوصل الى هدنة إنسانيّة لثلاثة أيّام، وفق المقترح الأميركي أو إلى وقف لإطلاق النار، وفق المطالب العربية والعالمية، ولكنّ إسرائيل، في المقابل، وافقت، في ضوء اجتماع تنسيقي انعقد بين مدراء المخابرات الأميركية والإسرائيلية والقطرية في الدوحة، على هدنة يومية، في شمال غزة، تستمر أربع ساعات يتم الإعلان عنها، بشكل مسبق، من أجل أن يستغلّها المدنيون الذين يرغبون بإخلاء مواقعهم والدول والتنظيمات الإنسانية التي ترغب بإدخال المساعدات الغذائية العاجلة وإخراج من يتم الإتفاق عليهم من الجرحى والرعايا.
وكان مدير المخابرات الأميركي بيل بيرنز ورئيس الموساد دافيد بيرنا، قد انتقلا الى الدوحة حيث اجتمعوا مع المسؤولين المعنيين في قطر وتمّ التوصل في النهاية الى هذا الإتفاق.
في هذا الوقت، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، إن إسرائيل ستطبق هدنة لمدة 4 ساعات في شمال قطاع غزة يومياً، واصفاً هذه الخطوة بأنها «في الاتجاه الصحيح».
وأضاف كيربي، اليوم (الخميس)، أن إسرائيل أبلغت أميركا بأنه لن تكون هناك عملية عسكرية في بعض المناطق خلال فترات توقف في القتال تبدأ اليوم.
وأوضح: «سيكون هناك ممران إنسانيان سيسمحان للناس بالفرار من القتال في غزة»، معرباً عن قلق الولايات المتحدة من «احتمال منع حماس المدنيين من الفرار».
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، مجدداً، أن بلاده لا تؤيد وقفاً لإطلاق النار في غزة حالياً.
وأشار إلى أن أميركا تهدف لدخول ما لا يقل عن 150 شاحنة مساعدات إنسانية لغزة يومياً.
ويعتبر هذا التطوّر خبرًا سيّئًا ل”حماس” التي تريد توفير هدنة لمقاتليها تمهّد لوقف إطلاق نار.
وهاجم “حزب الله” من خلال منابره الإعلامية هذه الهدنة، وبثت قناة “المنار” في مقدمة نشرتها الإخباريّة الآتي:
“تمخض التخبط الاميركي فاولد فكرة مشوهة، سموها هدنة يومية لاربع ساعات شمال القطاع، اعلن عنها المتحدث الرسمي باسم العدوان الاميركي الصهيوني على غزة – اي البيت الابيض ..
الولايات المتحدة لا تؤيد وقفا شاملا لاطلاق النار حاليا، قالها الاميركيون بكل وقاحة، فقدموا هدنة الساعات الاربع، والتي تهدف الى تامين ممر لسكان شمال القطاع لمغادرته نحو الجنوب..
هي الخدع الاميركية الصهيونية بعد خمسة وثلاثين يوما من المذبحة المفتوحة على ارض غزة، لن تنطلي على الفلسطينيين الصامدين ولا على مقاوميهم البواسل، كما لم تنطل عليهم كل الخطط والخدع العسكرية الصهيونية التي تكفلت حتى الآن قذيفة ياسين بتعطيلها، وتكبيدهم خسائر فادحة بالجنود والآليات ..”
في المقابل، وعلى الرغم من عدم الربط بين الحدثين، إلّا أنّه بالتزامن أعلنت “سرايا القدس” إنها مستعدة لإطلاق رهينتين لأسباب إنسانية