الخبر أسوأ من الحرب نفسها: وفاة الإعلاميّة جيزيل خوري!
لم تكن جيزيل مجرّد إعلاميّة بل كانت حالة إنسانيّة وقامة وطنية والأهم من هذا وذاك أنّها كانت تجسّد النضال من أجل الحريّة!
لمع نجمها، منذ بداية عملها الإعلامي. لم تحقق ذلك كلّه لأنّها “شاغبت” أو ” تساجلت” أو “استعرضت” أو “تطرّفت” بل لأنّها آمنت بالإعلام كواحة تتعايش فيه الرصانة والحريّة، التضحية والنضال، التقدّم والرعاية!
عندما اغتال “أشرار الوطن” زوجها سمير قصير، لم تحوّله الى تمثال من دموع، بل جعلته راية للحريّة. ناضلت حتى لا يكون استشهاده موتًا فنجحت، وأصبحت عيونه منارة تفضح كل اعتداء على الحق والسيادة والثورة والحقيقة والحريّة!
لم نخسر بموت جيزيل خوري، هذه الزميلة الرائعة، محترفة بطرح السؤال العميق، فحسب بل خسرت الحريّة في لبنان والعالم العربي سندًا عظيمًا، أيضًا.
غيّب الموت الإعلامية الزميلة جيزيل خوري، زوجة الشهيد سمير قصير، فجر اليوم في مستشفى الجامعة الأميركية - بيروت بعد صراع من مرض السرطان.
بعد اغتيال زوجها الصحافي والمؤرّخ سمير قصير في 2 حزيران 2005، أطلقت الراحلة مؤسّسةً تحمل اسمه في 1 شباط 2006، وحوّلتها إلى إحدى أبرز المؤسسات الإقليمية المتخصصة في رصد الانتهاكات ضد الحرّيات الإعلامية والثقافية في المشرق العربي، ودعم الأصوات الإعلامية المستقلّة في لبنان ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حملت قضية حرية الصحافة إلى المحافل العالمية، دافعةً الاتحاد الأوروبي لإطلاق جائزة سمير قصير لحرية الصحافة عام 2006. انتُخِبت عضواً في مجلس إدارة المنتدى العالمي لتطوير الإعلام بين 2016 و2020، وعضواَ في لجنة تحكيم جائزة “غيلرمو كانو” لحرية الصحافة التي تمنحها اليونسكو. نالت وسام الفنون والآداب الفرنسي من رتبة ضابط عام 2012، ووسام جوقة الشرف الفرنسية من رتبة فارس عام 2019.
انطلقت مسيرة خوري المهنية سنة 1986 في “المؤسسة اللبنانية للإرسال”، واستضافت أبرز الشخصيات السياسية والثقافية العربية والعالمية في برنامجها “حوار العمر” بين عامَي 1992 و2001، قبل انضمامها إلى مجموعة “أم بي سي” سنة 2002 ومساهمتها في إطلاق قناة “العربية”، حيث قدّمت برنامج “بالعربي” بين عامَي2003 و2013.
انتقلت الراحلة إلى قناة “بي بي سي عربية” سنة 2013 حيث حاورت كبار القادة والمفكّرين عن لحظات مفصلية في التاريخ المعاصر ضمن برنامج “المشهد”، ومن ثمّ إلى قناة “سكاي نيوز عربية”، سنة 2020، مع برنامج “مع جيزال”، الذي شكّل نقطة تحوّل في شكل البرامج الحوارية وإيقاعها وتنوّع مواضيعها. كتبت وأنتجت أفلاماً وثائقية عن أبرز القامات السياسية العربية، وأسست شركة “راوي” للإنتاج الوثائقي إلى جانب الصحافية والسفيرة سحر بعاصيري.