"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

جوزف عون وعامل الوقت!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 6 مارس 2025

كلام رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، منذ انتخابه، حتى قمة القاهرة العربية “ممتاز” الى درجة أنّه يثير غضب “فلول” الممانعة، فهو في كل معادلة يرفع لواءها يقدم طرحًا مناقضًا، لهؤلاء الذين سعوا الى بناء دولة وفق مفهوم “المقاومة الإسلامية في لبنان”، وجعلوا طريق القدس يمر عبر “جبهة المساندة”، وتطلعوا الى إيصال من يُشهر سيفًا في وجه الدولة وأصدقائها تحت طائلة محاربته على اعتبار أنه يكون حامل خنجر ليطعن “المقاومة” في ظهرها، على ما كان يردد الراحل حسن نصرالله.

إنّ المعادلات التي يطرحها عون كأنّها تعيد الزمن الى تلك المرحلة التي دفع ثمنها غاليا الرئيس ميشال سليمان، عندما طالب بإسقاط “المعادلات الخشبية” وتمسك، معاندًا الجميع، بالمصلحة الوطنية العليا التي كان يعتقد بأنّ “إعلان بعبدا”، الذي وزع “حزب الله” الماء الذي غلاه به على كل من يريد تنفيذه، يوفرها ويحصنها.

في زمن ميشال سليمان، كان البلد يحتاج الى معادلات تُنقذ الوحدة الوطنية من التفسخ والبلاد من الحروب التدميرية والدولة من انهيار منظومة علاقاتها العربية والدولية، ولكن المعطيات الجيو- سياسية لم تكن في مصلحته، فتمكن “حزب الله” من عزل رئيس الجمهورية ووقف وراء الحملات التي شيطنه، فنجحت، في ظل طبقة سياسية انتهازية، إلى عزله.

ولكن نجاح “حزب الله” وفشل ميشال سليمان، إنتهيا الى مجموعة كوارث تلمس اللبنانيون تباعًا تداعياتها المأساوية!

حاليًا، لا تختلف معادلات الرئيس جوزف عون الذي يضم فريقه شخصيات كانت قد شاركت في “شيطنة” سليمان، بأي شكل من الأشكال عن معادلات الرئيس السابق الذي يطل، بشكل شبه يومي، على أصدقائه ومن خلاله على سائر اللبنانيين، بمقاربات تدعم توجهات الرئيس الحالي، بشيء، ولكن الظروف الجيو- سياسية مختلفة، فهي تشكل عاملًا مساعدًا لعون، حتى يكون، بما يطرحه، “حبيب” غالبية اللبنانيين والعرب ودول العالم، وترفع لمصلحته لافتات تأييد بعضها مضحك كذاك المرفوع باسم “نبض الأشرفية” تحت جسر ساسين:” إجعل لبنان عظيمًا مجددا”. وهذا استساخ “أمين” لشعار دونالد ترامب!

تهدف هذه المقاربة الى تسليط الضوء على نقطة أساسية، وهي الحاجة الى الإسراع في التنفيذ، إذ إنّ ما هو متوافر حاليا قد لا يكون متوافرا مستقبلا. في العام 2005، ظنّت “قوى 14 آذار” أنها قلبت المعالدلات الداخلية، وأخذت وقتها- وكأنّها سيّدة الساعة- في بناء واقع لبناني جديد، ولكن سرعان ما تغيّرت الظروف وبدل أن تضنع هذه القوى اللبنانية المتحالفة، في إطار سيادي، مستقبل لبنان، وجدت نفسها مرمية على قارعة الإغتيال وقارعة المنافي وقارعة الحصص الطائفية وقارعة الحروب الأهلية.

وهذا يعني أنّ رئيس الجمهورية مدعو، طالما أنّ المعطيات كلها تدعم ما يرفعه من شعارات “غير مبتكرة”، إلى تحاشي أخطاء الأمس القريب، وذلك ليس من خلال تسديد خطاه، بل من خلال الإسراع الى وضع ما يقوله على سكة التنفيذ، تحت طائلة أن يتقلب الزمن على الجميع، فمن يراقب السلوك الأميركي الجديد في العالم يدرك أنّ “البراغماتية” يمكن أن تجمع النار والماء معًا. لا نشير بذلك الى تلاقي المصالح الاميركية مع روسيا في وجه اوكرانيا، بل الى جلوس اميركا الجديدة على طاولة التفاوض المباشر مع “حماس”، وسط استياء إسرائيل هنا و”السلطة الفلسطينية” هناك!

المقال السابق
اشتباكات عنيفة بين الجيش الأردني ومهربين من سوريا
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

انتبهوا..التقسيم خلف الأبواب!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية