جورج نادر لـ"نيوزاليست": وزير الدفاع يزجّ المؤسسة العسكرية في الصراعات السياسية.. و"حلّوا عن الجيش"!

تتّسع الهوة في صراع الصلاحيات بين وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون، لتعكس في ظاهرها كما باطنها، حرب “التيار الوطني الحرّ” على القائد لقطع الطريق أمام وصوله لسّدة الرئاسة، وما خطوة سليم بإيقاف احالة بريد قيادة الجيش الوارد اليها والصادر منها إلى باقي الوزارات والجهات الخارجية إلا واحدة من ممارسات تتوالى فصولها، فيما سعى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى “لفلفة” الأمر عبر اجتماع مع الطرفين لإيجاد مخرج للـ”كباش” المستجد.

وفي الإطار، رأى العميد المتقاعد والخبير العسكري جورج نادر لـ”نيوزاليست” أن “ما يحصل يندرج في سياق الصراع بين وزير الدفاع وقائد الجيش، والخطوة ليست مقبولة، لأنه مهما بلغ الخلاف فالقيام بذلك مرفوض، فبريد قيادة الجيش يجب أن يخرج من الوزارة و من خلالها قانونياً”.

وشدد على أنه “لا يجوز زج قيادة الجيش في صراعات وحزبية وطائفية، ولكن للأسف يتم القيام بذلك من قبل عميد متقاعد في الجيش”.

وعبّر نادر عن ” الحزن لما آلت اليه الأمور عبر اقحام المؤسسة العسكرية بالتجاذبات، إن من خلال فبركة أخبار عن قائد الجيش واخراج ملفات من هنا وهناك و تعطيل بريد”، لافتاً الى أنه ” بغض النظر عن العلاقة الشخصية وما يشوبها ، فإن الأمور لوجستياً وادارياً يجب أن تتابع، ولا يجوز توقيفها جراء وجود خلاف”.

وأعرب عن أسفه لما آلت اليه الأوضاع ، وقال:” أمر محزن أن أرى المؤسسة التي هي بيتي كما كل أفرادها تُضرب من دون أن يكون لدينا القدرة في الدفاع عنها”، مشيراً الى “أن التداعيات ستكون كبيرة، فقيادة الجيش إذا أرادت أن تخاطب وزارة الداخلية يفترض أن يكون عبر وزارة الدفاع، وفي حال أجريت الانتخابات البلدية سيقوم مجلس الوزراء بتكليف الجيش الحماية من خلال وزارة الدفاع، والتي لم توصله الى الجيش، حينها كيف سيتم التنفيذ؟“.

وأكد نادر “أن توقيف البريد أمر خطير جداً لا يجب اللعب به”، متوجهاً الى السياسيين بالقول:” حلّوا عن الجيش”، داعياً اياهم الى “تصفية حساباتهم بين بعضهم وليس من خلال الجيش”.