"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

جولة على جولات بلينكن الشرق أوسطية

نيوزاليست
الخميس، 11 يناير 2024

تزامن مرور ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب في غزة، غداة الهجوم الذي شنه مقاتلو حركة حماس على اسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع زيارة جديدة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن شملت قطر والسعودية والبحرين والإمارات وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة ومصر إضافة إلى تركيا واليونان.

في آخر محطات جولته الحالية والتي تعد الرابعة بمنطقة الشرق الأوسط، وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى القاهرة الخميس 11 كانون الثاني/يناير، ويحاول بلينكن خلال هذه الجولة، إيجاد حل للحرب في غزة، مع بدء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، والتراجع الملحوظ في شعبية الرئيس جو بايدن بسبب دعمه لإسرائيل، وضغوط شعبية تطالب بوقف إطلاق النار.

أين الإنجاز؟

ومع توالي جولات وزير الخارجية الأمريكي بالمنطقة تتواصل تساؤلات المحللين عن الغرض من هذه الجولات وما إذا كانت الجولة الحالية تحمل أي جديد يمكن أن ينزع فتيل الحرب المشتعلة في قطاع غزة من قبيل الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للتقليل من استهداف المدنيين وإحياء مشروع التطبيع بين الرياض وتل أبيب.

ولم يعلن الوزير الأمريكي عن أي خطة لوقف هذه الحرب خلال لقائه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو مطالبة اسرائيل “بترشيد” القصف الجوي الذي يستهدف غزة وأهلها. ويبدو أن كل ما تم الاتفاق بشأنه هو إرسال بعثة أممية إلى شمال القطاع لتقييم الأوضاع بشأن عودة النازحين.

وبعد زيارته لكل من قطر والسعودية والبحرين والإمارات وتركيا قال أنتوني بلنكن إنه ضمن موافقة الدول العربية الرئيسية وتركيا على البدء في التخطيط لإعادة إعمار غزة وإدارتها بمجرد انتهاء الحرب الإسرائيلية ضد حماس.

وأضاف أنه اتفق ونظراءه في تلك الدول “على العمل معًا وتنسيق جهودنا لمساعدة غزة على الاستقرار والتعافي، ورسم مسار سياسي للمضي قدمًا للفلسطينيين والعمل على تحقيق اتفاق طويل الأمد”.

ونقل بلينكن عن المسؤولين السعوديين والعرب الآخرين قولهم إنهم ما زالوا مهتمين بمتابعة تطبيع العلاقات مع إسرائيل ولكن فقط على أساس تسوية سياسية إسرائيلية فلسطينية دائمة.

ضد التهجير

وسعى بلينكن إلى طمأنة المسؤولين العرب يأن واشنطن تعارض تهجير الفلسطينيين خارج غزة، وتريد بدلا من ذلك اضطلاع الدول المجاورة لإسرائيل بدور ما في الحكم المستقبلي للقطاع.

ولم يتأخر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الرد على مقترحات بلينكن قبل أن يغادر المنطقة.

فقد عقد الثلاثة قمة عربية ثلاثية في مدينة العقبة الأردنية الساحلية حذروا في ختامها من محاولات ” إعادة احتلال أجزاء من غزة أو إقامة مناطق آمنة فيها”.

وشدد القادة على رفضهم لأية خطط إسرائيلية هدفها تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة. وطالبوا بوقف “العدوان الإسرائيلي على غزة وحماية المدنيين العزّل، وضرورة إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إليهم بشكل دائم وكاف، مؤكدين رفضهم الكامل لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، والفصل بين غزة والضفة الغربية اللتين تشكلان امتدادا للدولة الفلسطينية الواحدة.”

ولا يبدو أن بلينكن تمكن من إقناع نتنياهو بضرورة التجاوب مع إلحاح واشنطن عليه بتقديم خطط عامة مفصلة لحكم غزة عندما ينتهي الهجوم العسكري الإسرائيلي. ويرفض رئيس الوزراء الاسرائيلي مقترحات واشنطن بشأن كيفية الانتقال إلى إنشاء دولة فلسطينية موحدة تتألف من الضفة الغربية وقطاع غزة، بل ولا يشارك في أي مناقشات هادفة مع المسؤولين في واشنطن بهذا الشأن.

وتختلف الخطط التي حددها المسؤولون الإسرائيليون بشكل صارخ عن الدعوات الأمريكية لإعادة “تنشيط” السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية للسيطرة على غزة وبدء المفاوضات نحو إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

غطاء سياسي لإسرائيل

ويعتبر مراقبون أن بلينكن، يكرر في كل جولاته الشرق أوسطية، عبارات واحدة منذ بدء الحرب في غزة، من قبيل عدم التوسع في استهداف القوات الإسرائيلية للمدنيين في قطاع غزة، وتسريع وصول المساعدات لأهالي القطاع، وهي أهداف لم تتحقق حتى الآن، في وقت لم يأتي في تصريحاته على مطالبة إسرائيل، بوقف حربها في غزة التي تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.

ورغم أن الدول العربية الحليفة لواشنطن، نفذت ما طالبته به الإدارة الأمريكية، من قبيل الحرص على عدم توسيع نطاق الحرب، والابتعاد بصورة واضحة عن نهج طهران وحلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله اللبناني، فإن واشنطن في المقابل لم تضغط على إسرائيل، بهدف تحقيق مطالب الحلفاء العرب بوقف الحرب في غزة.

ويرى محللون أن الموقف الأمريكي دبلوماسيا، يتسم بحالة من التناقض، إذ في الوقت الذي تبدي فيه واشنطن، أسفا لمقتل المدنيين في غزة، فإنها لا تضغط على إسرائيل بشكل كاف، لوقف الحرب، كما أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، خلال جولاته الشرق أوسطية، وخاصة في زياراته لإسرائيل تعكس انحيازا كاملا، من وجهة نظر هؤلاء المحللين للموقف الإسرائيلي، وهو ما يعتبره هؤلاء نوعا من توفير الغطاء السياسي للعمليات العسكرية الإسرائيلية، كي تنتهي في الوقت المناسب للقيادة الإسرائيلية، بصرف النظر عما قد تسفر عنه من ضحايا.

المقال السابق
أشبه بكولومبيا أيام إسكوبار.. عنف غير مسبوق في الإكوادور؟
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

في انتظار موافقة ايران على "حراك هوكشتاين".. خطط الجيش الاسرائيلي تتطور

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية