"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

جراح الطفولة وآثارها الدائمة: جرح الظلم وقناع المُتسلّط – الحلقة الأخيرة

كريستين نمر
السبت، 22 يونيو 2024

جراح الطفولة وآثارها الدائمة: جرح الظلم وقناع المُتسلّط – الحلقة الأخيرة

ينشر “نيوزاليست” الحلقة الخامسة والأخيرة من “جراح الروح الخمس”، المستوحاة من كتاب ليز بوربو “الإصابات الخمس التي تمنعك من أن تكون على طبيعتك”، والتي تتحدّث فيه عن العلاقة بين الجراح الداخلية والمظهر الخارجي للفرد مستندة بذلك الى شهادات اشخاص عالجتهم في عيادتها الخاصة.

وكنا قد تكلّمنا خلال الحلقات سابقة عن مدى تأثير هذه الجراح على سلوكنا وعلاقتنا بالآخرين، وسبل الشفاء منها.

واعتبرت بوربو أنّ ما أسمته “بجراح البدايات الناجمة عن تجاربنا الأوّلية مع “العالم الخارجي، لا يمكن أن تلتئم ابدًا.

لكن ما هي هذه الجراح؟ وكيف يمكن معرفة جرحنا الذي يمنعنا من العيش بوئام وسلام مع أنفسنا؟ وهل يمكن أن يكون في داخلنا أكثر من جرح؟ وكيف السبيل الى التحرّر من قبضتها او الشفاء منها؟

كنا قد أشرنا في الحلقات الأربع السابقة، كيف قسّمت بوربو الجراح الى خمسة اقسام، وأرفقت كلّ جرح بما أطلقت عليه اسم “القناع”، الذي يشرح “ردّ الفعل الدفاعي” الذي نلجأ اليه في مواجهة مواقف قد تحدث معنا، ورأت أنّ “الرغبة في إخفاء هذه الجروح عن الذات أو عن الآخرين، تجعل كلّ واحدٍ منا يرتدي قناعًا، حسب جرحه الخاص، فالشخصُ الذي يعاني من جرح الرفض يرتدي قناع الهارب، والذي يعاني من جرح التخلّي يرتدي قناع التابع والتعلق بالآخرين بشكلٍ مرضيّ، والذي يعاني من جرح الإذلال يرتدي قناع المازوشي أو التلذّذ في عذاب الذات، والذي يعاني من جرح الخيانة يرتدي قناع المتحكّم والمراقب، أمّا الذي يعاني من جرح الظلم فإنه يرتدي قناع الصلابة.

والقناع سيسهّل علينا معرفة أي جرح أو جراح في داخلنا.

للاطلاع على الحلقة الأولى انقر/ي هنا

للاطلاع على الحلقة الثانية انقر/ي هنا

للاطلاع على الحلقة الثالثة انقر/ي هنا

للاطلاع على الحلقة االرابعة انقر/ي هنا

blessure-ame-247x420-2

            الصفات الجسدية لحامل حرح الظلم وقناع المتصلّب

جرح الظلم وقناع المتصلّب

يولد هذا الجرح عندما ينشـأ الطفل في كنف والدَين باردين متسلّطَين ومنتقدَين، فيجد صعوبة في إثبات نفسه والتعبير عن ذاته.

يترسّخ هذا الجرح بين السنة الرابعة والسادسة من عمر الطفل، وعادة ما يكون سببه أحد الوالدين من الجنس نفسه، فيعاني من برودة في العواطف التي يتلقاها، ويكون عرضة للانتقادات، فيجد نفسه عاجزًا عن التعبير عن مكنوناته، فيضطر الى ادعاء المثالية في كل ما يفعله. وقد لخص ألبرت أينشتاين هذه الفكرة بالآتي: “نحن جميعًا عباقرة، ولكن إذا اعتبرَتْ سمكة أنه بإمكانها أنّ تتسلّق شجرة، فستعيش مدى حياتها معتقدة أنها غبيّة”.

صفات المتسلّط:

تقول ليز بوربو “إنّ حامل جرح الظلم، من المستحيل أن يكون على سجيّته، فهو يريد أن يظهر دائمًا بأفضل صورة، فينفصل عن عواطفه ويسيطر على مشاعره لكي يحافظ على صورته “المثالية” وليبقى على مستوى توقّعات الآخرين، فيجعلهم يؤمنون بقوّته لدرجة أنه يجعلهم يصدّقون أنّ لا شيء يؤثّر به، فهو نادرًا ما يبوح بأسراره كونه يجد صعوبة في التحكّم بحساسيته وعواطفه فيخشى أن يفقد السيطرة.

يسعى الى الكمال بكل شيء ولو على حساب سعادته.

يقدّم صورة عن نفسه بأنه إنسان قاسٍ وبارد، وأنّ لا شيء يؤثّر به.

يعتقد انه يستحق كل ما يحدث له، يجد صعوبة في معرفة حدوده ويبقى خوفه الأساسي التعامل معه ببرودة.

لا يرضى بالمكافآت، ولا تُشعره بالسعادة، ويعتبرها مجانيّة في حال لم يجدّ ويتعب. يبحث عن العدالة بأيّ ثمن.

يشعر ان الناس يقدرّونه لأفعاله وليس لشخصه.

يبدو دائما وكأنه متفائل جدا.

يخشى السّلطة.

يتدبّر أموره لوحده، ويجد صعوبة في طلب المساعدة.

نظرية الخير والشرّ هي في قلب وجوده.

مصطلحاته:

لا أتذمّر مهما حصل.

أميل إلى المثالية.

لا أتحمّل أن يشك بيَ أحد.

انا حسّاس جدًا لكن أوحي بأنني بارد.

مفاهيم الخير والشرّ مهمة جدًا بنظري.

لا أحبّ إظهار مشاعري.

أخاف من ارتكاب الأخطاء.

أحبّ اعتبار نفسي منضبطًا وأحاول دومًا السيطرة على انفعالاتي.

الصفات الجسدية للمتصلب:

جسم متناسق، كتفان مستقيمان بنفس عرض الوركين، خوف من ان يزيد وزنه، نقص في المرونة والليونة، نظرة لامعة، فكّان مشدودان، عنق متصلّب، جسم متوتّر حتى في وقت الراحة.

نقاط ضعفه

يعاني من التهابات والارهاق وكثرة الأعباء، كما لديه مشاكل في جهازه الهضمي فغالبا ما يشعر بالنفخة والإمساك. يتميّز ببشرته الجافة والحسّاسة.

الشفاء

لكي يشفى ويتحرر، عليه أنّ يعي جرحه ويعطي نفسه الحق في أنّ يُخطئ، وان يكون أقلّ بحثا عن الكمال فيتحرّر من حساسيته المفرطة ويُحرّر عواطفه.

كما عليه أن يُفصح عن مشاعره ليكسب تعاطفًا، وهذا سيساعده على إقامة علاقات صادقة ودافئة، ولن يتردّد بعد ذلك من طلب المساعدة والنصائح من المحيطين به.

من الملاحظ أنّ عبارة “عليك ان تعي جرحك وتسامح نفسك والآخرين ” تتكرّر مع الجراح الخمس.

والقرار بمداواة جرح الروح يجب ان يبدأ من الذات وللتوّ، وأنّ لا ينتظر التغيير ر من الاخرين.

وتقول ليز بوربو: “هذا مجرد جزء صغير من التغييرات الرائعة التي ستلاحظها في حياتك عندما تبدأ بالتعافي من صدمة روحك. وستفاجئ محيطك بالرضا والحبور عندما تبدأ في التغيير أمام أعينها”!

ومن المعروف أنّ آثار الصدمات، سواء كانت حادة، أو خفيفة، لا تختفي بين ليلة وضحاها.

وتعيد بوربو ذلك “إلى عدم تمكّن الدماغ من التعامل مع هذه الصدمة، فغالبا ما تعود وتطفو على السطح لأتفه الأسباب، وتولّد تصرّفات قد تبدو ظاهريا غير متصلة بالحدث الأساسي”.

وينصح الاخصائيون، في حال تعذّر الشفاء، باللجوء الى ما يعرف بعلاج “الاستثارة الثنائية لحركة العين”، (أي. ام. دي. ار) وهو أسلوب علاجي تمّ تطويره بالأساس لمعالجة حالات الصدمات النفسية الشديدة الناجمة عن أحداث سلبية، مثل الاعتداء الجنسيّ، أو التعذيب، أو الإهمال في مرحلة الطفولة.

وتمّ ابتكار هذا العلاج على يد الطبيبة النفسية فرانسين شابيرو(١٩٤٨- ٢٠١٩) في عام ١٩٨٧، وكان الهدف منه في الأصل التخفيف من الأعراض المرتبطة بالذكريات والأحداث المؤلمة.

وخلال الجلسات، يُطلب من المريض أن يركّز على ذكرى مؤلمة أو صادمة لديه، ثم يتمّ ربطها بأفكار أخرى أكثر إيجابية.

ويستخدم الطبيب المعالج مزيجاً من حركات العين، جنباً إلى جنب مع أشكال أخرى من التحفيز الثنائي من أجل معالجة الصدمة بطريقة صحيّة.

المقال السابق
الجماعة الإسلامية في لبنان تنعي قائدًا اغتالته إسرائيل في الخيارة البقاعية
المادة التالية
نصرالله... مذعور!؟
كريستين نمر

كريستين نمر

محرّرة وكاتبة

مقالات ذات صلة

"هاري الأمير المفقود".. فيلم يفضح ما عاشه دوق ودوقة ساسكس

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية