ينشر “نيوزاليست” سلسلة حلقات عن “جراح الروح الخمس”، ومد ى تأثيرها على سلوكنا وعلاقتنا بالآخرين، وطريقة الشفاء منها، مستوحاة من كتاب ليز بوربو “الإصابات الخمس التي تمنعك من أن تكون على طبيعتك”، والتي تتحدّث فيه عن العلاقة بين الجراح الداخلية والمظهر الخارجي للفرد مستندة بذلك الى شهادات اشخاص عالجتهم في عيادتها الخاصة.
واعتبرت بوربو ان ما أسمته “بجراح البدايات الناجمة عن تجاربنا الأولية مع العالم الخارجي، لا يمكن أن تلتئم ابدًا. ” لكن ما هي هذه الجراح؟ وكيف يمكن معرفة جرحنا الذي يمنعنا من العيش بوئام وسلام مع أنفسنا؟ وهل يمكن أن يكون في داخلنا أكثر من جرح؟ وكيف السبيل الى التحرّر من قبضتها او الشفاء منها؟
أنواع الجراح
كنا قد أشرنا في الحلقات الثلاث السابقة، كيف قسّمت بوربو الجراح الى خمسة اقسام، وأرفقت كلّ جرح بما أطلقت عليه اسم “القناع”، الذي يشرح “ردّ الفعل الدفاعي” الذي نلجأ اليه في مواجهة مواقف قد تحدث معنا، ورأت أنّ “الرغبة في إخفاء هذه الجروح عن الذات أو عن الآخرين، تجعل كلّ واحدٍ منا يرتدي قناعًا، حسب جرحه الخاص، فالشخصُ الذي يعاني من جرح الرفض يرتدي قناع الهارب، والذي يعاني من جرح التخلّي يرتدي قناع التابع والتعلق بالآخرين بشكلٍ مرضيّ، والذي يعاني من جرح الإذلال يرتدي قناع المازوشي أو التلذّذ في عذاب الذات، والذي يعاني من جرح الخيانة يرتدي قناع المتحكّم والمراقب، أمّا الذي يعاني من جرح الظلم فإنه يرتدي قناع الصلابة.
والقناع سيسهّل علينا معرفة أي جرح أو جراح في داخلنا.
وكنا قد تحدثنا بشكل مفصّل، عن جرح الرفض والقناع الذي يرتديه لإخفاء جرحه،” قناع الهارب”، وجرح “الهجر” وقناع “التابع”، وجرح “الإذلال والإهانة” وقناع “المازوشي” اما في حلقة اليوم فسوف نتحدّث عن “جرح الخيانة وقناع المسيطر”.
للاطلاع على الحلقة الأولى أنقر/ي هنا
للاطلاع على الحلقة الثانية أنقر/ي هنا
للاطلاع على الحلقة الثالثة أنقر/ي هنا
الصفات الجسدية لحامل جرح الخيانة وقناع المسيطر
جرح الخيانة وقناع المسيطر:
يولد هذا الجرح عندما يقلّل أحد الوالدين من الجنس المقابل من قيمة الشخص، او يعامله معاملة سيئة، فينتابه شعور بالخيانة.
تبدأ صفاته بالظهور بين عمر السنتين والأربع سنوات.
عادة ما يتم فتح هذا الجرح عندما يقترب الناس من حامله ولا يَفون بوعودهم، فيشعر حينها بالخيانة والخداع نتيجة ذلك، فتنعدم ثقته بالآخرين وبنفسه وما ينطوي عليها من مشاعر سلبية أخرى.
وهذه المشاكل في مرحلة الطفولة، تحوّله في مرحلة البلوغ الى تلك الفئة من الناس المسيطرة، الأنانيّة، والتي تريد كل شيء لنفسها غير تاركة شيئًا للصدفة.
قناع المسيطر
عادة ما يرتدي حامل جرح الخيانة قناع المسيطر. يتمتع بجسد قويّ جدًا، يحّب جذب الاهتمام، متطلّب مع نفسه، لا يتحمّل تردّد الآخرين، شخصيته قويّة، يفرض اراءه على من حوله، ويريدهم ان يتقيّدوا بها بأيّ ثمن، ينفذ صبره من الناس الأقلّ بطئا منه، عقله نشيط، يريد السيطرة على كل من حوله، لا يثق بالآخرين بسهولة كما انه سريع الغضب.
صفاته الجسدية
يتمتّع بجسم يكشف عن القوة والسيطرة، كتفان عريضان وصدر منتفخ للرجال، في حين ان أسفل الجسم عند منطقة الأرداف يكون أعرض من الكتفين لدى النساء.
وتقول بوربو “إنّ إحدى مريضاتها كانت قد أجرت عمليات تعديل في جسدها إلا انها لم تستطع محو صفاتها الجسديّة الأساسيّة كحاملة لجرح الخيانة”.
نظراته مركّزة ومغرية، يحاول من خلالها جَذب وسَحْر الآخرين، عادةً ما يستخدمها للمناورة والتلاعب.
يسعى لكي يكون مميّزًا ومهمًا بنظر الآخرين، يجبر نفسه على الوفاء بالتزامات أكبر من طاقته، كان قد قطعها، إلا أنه نادرًا ما ينجح.
يرفض الاعتماد على الآخرين لأنه لا يثق بقدراتهم، فالسيّدة “حاملة جرح الخيانة” ترفض الاستعانة بمدبّرة منزل لمساعدتها في البيت مثلًا، حتى لو كانت امكانياتها الماديّة تسمح لها بذلك، ظنًا منها بأنّ لا أحدًا غيرها قادر على القيام بما تقوم به، وكذلك الرجل، يحاول تهميش شركائه في العمل.
مناور ومتلاعب ويمارس الإغراء، ليس بالضرورة الإغراء الجنسي، إنما كافة أنواع الإغراء للحصول على مبتغاه.
يتمتّع بسرعة بديهة وسرعة بإنجاز الأشياء، وذلك ليبيّن للآخرين بأنه شخص كفوء.
ممثل بارع، يرفض إظهار ضعفه.
خوفه الأكبر هو الانفصال أو فكّ الارتباط والانكار. يفضّل الروتين على التغيير.
يتمتّع بشهيّة جيّدة، يأكل بسرعة وشراهة، يضيف الملح والبهارات.
بإمكانه السيطرة على نفسه عندما يكون مشغولًا، لكنه ما يلبث ان يفقد السيطرة.
نقاط ضعفه
عادة ما يعاني من اوجاع في المفاصل كما يعاني من الالتهابات.
المفردات المستعملة:
كثيرًا ما يستعمل تعابير مثل: هل فهمت السؤال؟ أنا قادر، دعني أقوم بذلك بمفردي، ثقّ بي، أنا لا أثق به… إلخ…
الشفاء من جرح الخيانة
تقول ليز بوربو: “لكي يشفي ويتحرر من “جرح الخيانة”، عليه أن يعي جرحه، أن يسامح نفسه كما الآخرين، أن يتعلّم كيف يسيطر على غضبه وأن يقبل بأن لا يكون دائمًا مركز الاهتمام الأوّل، كما عليه ان يتخلّى عن “عقدة” الزعامة والقيادة، والسّعي الى السّيطرة على الآخرين وقمعه لهم باستخدام الألاعيب والأكاذيب، وخصوصا على من حوله، ويكفّ عن الاعتقاد بأنه الأذكى والأفهم، والاهم من ذلك كله، ان يمنح نفسه الحق في ان يكون غير كامل”.