قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ردا على سؤال عن خشيته من أن يدخل لبنان بحرب مباشرة، ومن أن تتوسع الحرب، قال: “نحن الآن في حرب. وكل شيء ممكن وفق النوايا العدوانية الإسرائيلية. كل شيء ممكن”.
وسئل في حوار صحافي في الدوحة: هل إقدام حزب الله على فتح جبهة في ظل الفراغ الرئاسي في صالح لبنان؟
أجاب: “لم تعد القضية في صالح لبنان او في غير صالحه. حزب الله موجود في لبنان وهو جزء من منظومة إقليمية ترعاها الجمهورية الإسلامية وهو يعتبر نفسه عن حق او غير حق جبهة الممانعة. هناك في لبنان من يرفض تسمية جبهة الممانعة ويقول لا نريد ان ندخل في هذه الحرب وانا أقول حزب الله موجود ويدافع عن لبنان حتى لو كان البعض يرفض هذه التسمية لكنه ي دافع عنا”.
وردا على سؤال عما إذا كان هذا الأمر يشكل رابطا جذريا بين لبنان وفلسطين وبالتالي يصعب حل ازمة لبنان بمعزل عن قضية فلسطين، قال: “كيف يمكن الفصل بين الازمتين والقضيتين! كيف نفصل لبنان عن المحيط! المحيط المهيمن محيط الامر الواقع والذي جعلنا جزءا من المنظومة الإيرانية. فما هي الوسيلة للخروج وما هو السبيل لفصل الأزمة اللبنانية عن فلسطين. ليس لدي جواب”.
وعن طرح الحياد الإيجابي كمخرج، قال: “الحياد الإيجابي! يطرحون شعارات كبيرة في لبنان وينسون قراءة التاريخ. الحياد الإيجابي نظرية خرج بها اجتماع فندوم الذي جمع الكبار ناصر وسوكارنو ونهرو عام 1955 وهي ان يكونوا نقطة وسطية بين الشرق والغرب وقد دامت هذه النظرية بعض الوقت بسبب وجود توازن عالمي يقوم على الاتحاد السوفياتي وحلف الناتو. وهناك نظرية أخرى خرجت من لبنان وهي سويسرا حيث كان يطلق على لبنان سويسرا الشرق. لكن سويسرا في حقيقة الامر حتى وصلت الى الحياد كان هناك مؤتمر فيينا 1825 حيث توافق كل الذين كانوا الى جانب سويسرا بأن يحيدوا سويسرا عن الصراع وهكذا كان. فلندخل على سبيل المثال بمؤتمر عربي خاص بلبنان فمن يقنع الجيران من سوريا إلى ايران الى العدو الإسرائيلي بتحييد لبنان عن الصراع. وهذا طبعا مستحيل”.
وسئل: قبل الحديث عن التوافق الخارجي على تحييد لبنان، ماذا عن توافق اللبنانيين انفسهم لايجاد حل لأزمتهم؟
قال: “الجواب ببساطة عام 2008 بمساعدة قطر توصلنا الى حل. وبالتالي آجلا أم عاجلا ومهما كانت الظروف لا بد من مساعدة خارجية”.
وسئل: نفهم من ذلك ان لبنان يجب ان ينتظر حلا خارجيا في كل أزمة؟ فأجاب: “لأن في لبنان صراعات إقليمية”.
أضاف: “لنبسط الأمور. أحد أسباب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 عندما وصلت إسرائيل الى بيروت كان الفلسطيني موجودا على الأرض اللبنانية وكان فريق من اللبنانيين يعتبر انهم يحاربون الغرباء ونحن كنا كأحزاب وطنية ويسارية مع الغرباء أي مع المقاومة الفلسطينية. وانتهى الاجتياح باتفاق الموفد الأمريكي فيليب حبيب بإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان حيث خرج ياسر عرفات ومعه قادة منظمة التحرير بالسفينة من لبنان.. وبالتالي خرج الغرباء من لبنان كما يسميهم بعض اللبنانيين. اما اليوم فان الذين يمتلكون القوة والسلاح ليسوا غرباء. انهم لبنانيون بالرغم من ان دعمهم إيراني. حزب الله ليس جسما غريبا في لبنان. هذا هو النقاش الأساسي الذي يجب ان نتطرق اليه. حزب الله ليس بغريب. حزب الله يمثل شريحة من لبنان”.
وردا على سؤال عن الحل الجذري مع تفاقم الصراع في المنطقة، قال: “بصراحة، أزمة المنطقة طويلة جدا امام جسم معادٍ امام الصهيونية التي لم تعترف بتاريخها وادبياتها بالهوية الفلسطينية ولن تعترف. واذا كان احد لايزال ينادي بحل الدولتين. عمليا الدولة التي يراد اقامتها على 20 % من ارض فلسطين لم يبق منها شيء. المستوطنات تتواصل مع بعضها البعض هناك 800 الف مستوطن إسرائيلي في الضفة والقدس وربما سنرى محاولات لتهجير فلسطيني الضفة الى شرق الأردن والعالم العربي”.
وتابع: “حل الدولتين انتهى. كان هذا الحل حلما لياسر عرفات لكنه عندما وقع على اتفاق أوسلو لم ينتبه ولم يناقش بشأن التسوية النهائية وبالتحديد حول المستوطنات وحول القدس”.