"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

جمهوريّو واشنطن ينقضون على "تقدميّي" أوروبا: أيلون ماسك يصارع جورج سوروس!

نيوزاليست
الثلاثاء، 25 فبراير 2025

جمهوريّو واشنطن ينقضون على "تقدميّي" أوروبا: أيلون ماسك يصارع جورج سوروس!

قبل نحو أسبوع تقريبا، اكتشفت “المؤسسة الأوروبية” عمق أزمتها مع إدارة دونالد ترامب الثانية. أزمة تكاد لا تشبه بشيء، تلك التي كانت قد عانت منها في الولاية الأولى. صحيح أنّ عوارضها متشابهة لكن جوهرها مختلف.

في الواقع، إنّ محاولة ضبط أوروبا ضمن الأجندة الأميركية في الولاية الأولى، كانت رحوما بالنسبة لمحاولة ضبط القارة العجوز، في الولاية الثانية، ضمن فلسفة المحافظين الأميركيين الذين عهدوا بها الى أكبر مؤثر في العالم: أيلون ماسك!

وفي الرابع عشر من شباط الجاري، ومن على منبر “مؤتمر ميونخ للأمن”، أطل نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، حيث صدم الحضور بانتقاد أوروبا بسبب ما اعتبره تراجعًا في حرية التعبير، وفي الدفاع عن الحضارة، وفي “الإستلشاء” بالأمن وتركه بعهدة المهاجرين، وعزل مجموعات اليمين التي “تعبر عن هموم الشعب الحقيقية”، زاعما بأنّ التهديد الأكبر لأوروبا ليس من روسيا أو الصين، بل من الداخل بسبب تراجع القيم.

أهمية مواقف فانس ليست في صداميتها، بل في المفاجأة التي أحدثتها. كان الجميع ينتظرون أن يقدم طرحًا لمشروع سلام اوكراني- روسي يفصل “مبادرة” دونالد ترامب “الإشكالية”، لكنّه تجاهل كل ذلك وذهب الى “القيم الإنسانية” مقدمًا قائمة لا تتواءم أبدًا مع أجندات المحافظين واليساريين الأوروبيين، على حد سواء!

في هذه اللحظة، أدركت “المؤسسة الأوروبية” أنّها ليس في “مشكلة أجندة” مع الإدارة الأميركية الجديدة، بل في “مشكلة قيم”. و”مشكلة القيم” هذه هي التي تجعل ترامب يبتعد عن أوروبا “التقليدية” ويقترب من فلاديمير بوتين!

المحافظون الأميركيون المتشددون الذين يأتي نائب الرئيس الأميركي من صفوفهم، قرروا فرض وجهة نظرهم على العالم، بحيث يكونون قريبين ممّن يقاسمهم إيّاها وبعيدين عمّن يختلف معهم حولها!

وطالما سعى هؤلاء المتشددون الأميركيون الى ذلك، ولكنّ “ميزان القوى” لم يكن يوما لمصلحتهم، فالإعلام التقليدي الذي يعتبرون أنّ “اليسار” يسيطر عليه، كان يقف لهم دائما بالمرصاد. وهم كانوا يضعون كل وسائل التأثير، بما فيها “الفنون السبعة” ضمن هذا السياق.

ووقف هؤلاء وراء صياغة نظريات المؤامرة التي حيكت حول شخص جورح سوروس و”مؤسسة المجتمع المنفتح” التي خصص لها القسم الأكبر من ثروته. إتهموهما بتخريب المجتمع وبتشويه الديموقراطية وبإضعاف الغرب، وبالوقوف وراء “انحرافات” تيار “الووكيسم” (اليقظة).

ولكن بدا “تيار” جورج سوروس أقوى منهم إلى اليوم الذي امتلك فيه إيلون ماسك منصة “تويتر” واختلف مع سوروس الذي باع، بين ليلة وضحاها، أسهمه في شركة “تسلا”.

وبدا ماسك، في كل ما يعرب عنه من أفكار، محافظًا بقوة، وانضم، بمساعي جمهوريين، الى فريق عمل دونالد ترامب الذي أفسح له مجالا رحبا الى جانبه.

ما قاله نائب الرئيس الأميركي في “مؤتمر ميونخ للأمن” ليس سوى قطرة من نهر يسبح فيه وماسك، الذي أنكر ابنه “من أجل مبادئه” المعادية ل”ووكيسم” و”خرابها”.

وما من أحد أقرب من أفكار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لهذا الفكر الأميركي المتشدد، ولذلك ليس عن عبث كان هجوم ترامب على الرئيس فولوديمير زيلينسكي لجهة حظر “الكنيسة الارثوذكسية الروسية” في أوكرانيا!

وهذه الفلسفة القيمية الأميركية المحافطة، لها حلفاء في أوروبا، فهي العمود الفقري الذي تعتمده “القوى الشعبوية” عموما وأحزاب اليمين المتطرف، خصوصا!

ولهذا، فإن ايلون ماسك بداية وبعده جي دي فانس وقفا بقوة الى جانب أحزاب اليمين المتطرف حيث لها وجود في أوروبا. وقفا بقوة الى جانبها في ألمانيا وبولندا. ويقدمان ما يلزم من دعم لمجر فيكتور أوربان. كانا يأملان أن يجدا في رئيس حزب “التجمع الوطني” في فرنسا جوردان بارديلا، حصانا رابحا، لكن هذا الشاب الذي يعرف خصوصية شعبه، وجد نفسه ملجوما بعدما أكثر رموز المحافظين الأميركيين من إظهار التحية التي اشتهرت بها النازية عموما وأدولف هتلر خصوصا.

وقد ألغى بارديلا مشاركته في مؤتمر للمحافظين الأميركيين في واشنطن، بعدما وجه الناشط اليميني المعروف ستيف بانون التحية النازية أثناء إلقاء كلمته في المؤتمر المذكور.

“المؤسسة الأوروبية” باتت مدركة لهذا الهجوم المحافظ الأميركي. عمليا، كان “فلاسفتها” يتحضرون لهذا اليوم، وقد بدأوا بإخراج ما في جعبتهم للدفاع عن مكتسبات القيم التي بها يؤمنون. مشكلتهم أنّ وسائلهم تقليدية. يتكئون على حكوماتهم لتفرض قواعدها على السلاح الذي أصبح أقوى بكثير ويحظى بدعم إدارة ترامب: منصات التواصل الاجتماعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي الذي بات تتكئ عليها للدخول الى العقول!

نشر في “النهار”

المقال السابق
غارة اسرائيلية دموية على موقع ل"حزب الله" في البقاع
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

تكريم رئيس الموساد بسبب عملية "البايجر" ضد "حزب الله"..ماذا كشف؟

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية