أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “أنه منذ اللحظة الأولى لبدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى الآن ، لم يتوقف التشاور والحوار في هذا السياق ، والجميع يعي أن كل الكتل تتواصل ، حتى ثمة نواب في كتلتنا يتواصلون مع زملائهم في كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري في الملف الرئاسي وفي كيفية الوصول الى توافق ولكن إلى هذا الحين لم يؤدِ ذلك إلى نتيجة”.
جعجع أشار في حديث عبر “mtv” إلى أن “الكلام حول رئاسة الجمهورية يختلف عن ذاك الذي في برنامج إصلاحي يتم التفاوض عليه ولكن لا أعرف ماذا يفعل الرئيس بري؟ اذا كانت القصة بالتشاور والحوار فهما يحصلان، إلا أن المطلوب طاولة حوار ، وهنا أسأل “ماذا كان يمكن أن يحصل بالحوار ات الجانبية وحوارات ما وراء الكواليس والتشاور بين الكتل ولم يحصل ، وسيحصل على طاولة الحوار؟“.
جعجع الذي ذكّر أنه “في 15 حزيران الماضي ذهبنا إلى جلسة إنتخابية كان من الممكن جداً أن ينتج عنها رئيساً للجمهورية لو عقدت الدورة الثانية ، شدّد على انه “لو بلغ رئيس مجلس النواب عندما دعا الى الجلسة ، أننا منذ سنة وشهرين ، وقتها كانت 10 أشهر ، بلا رئيس للجمهورية، وسأدعو الى جلسة بدورات متتالية حتى إنتخاب رئيس جديد للبلاد ، أؤكد انه في الدورة الثانية أو الثالثة كان سيصبح لدينا رئيس ، حتى بدون توافق سياسي على إسمه فالإنتخابات إنتخابات ، واذا كان ثمة مجال للتوافق مسبقا فذلك أمر جيد أما في حال لم يتوافر فيجب التوجه الى جلسة وإلا لماذا الانتخابات؟.
وتطرّق رئيس القوات إلى واقعة صغيرة شهدناها منذ شهرين فقال “كيف حدث التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون في 15 كانون الاول الماضي؟ تشاورنا ككتل مع بعضنا البعض وتحدثنا مع الرئيس بري، كما حاولنا أن نفعل في مرات عديدة في ملف رئاسة الجمهورية، وبقي التشاور والبحث مفتوحا حتى نجحنا بالتمديد لقائد الجيش. أما في الموضوع الرئاسي فلم نطرحه مرة واستطعنا الاقتراب “نصف ميلليمتر ” وأول ما نواجه به من قبل الطرف الآخر أن مرشحنا هو سليمان فرنجية”.
وتوجّه جعجع الى فريق الممانعة قائلا “إذا مرشحك سليمان فرنجية اذهب إلى الانتخابات وإذا كنت مستعداً للتشاور بإسم آخر تفضّل لنتحدث”. وأضاف ” بري يريد طاولة حوار لان الكل بات يضغط عليه إن كان في الداخل أم في الخارج، ليدعو الى جلسة بدورات متتالية، في الوقت الذي يحاول إنجاز طاولة الحوار كي يمكنه القول: دعوت كل الكتل والشخصيات اللبنانية الى طاولة حوار ولم يتوافقوا فماذا يمكنني أن أفعل؟“.
وآثر جعجع التأكيد ” أننا مع الحوار ونقوم به في كل لحظة ولكن للأسف لا يسفر عنه أي نتيجة لأن حزب الله وحركة أمل يصّران على ترشيح فرنجية”.
وعن إمكانية التحاور مع حزب الله ، أجاب جعجع متهكماً “حزب الله يتحاور مع أميركا وإيران و”طلوع” وهو يعتبر أنه يتحاور مع بري وحركة أمل وينسقان معا الأمور والبحث مع الحزب مختلف. وهنا اسأل “قبل بدء العمليات العسكرية في الجنوب هل تحاور حزب الله مع أحد؟ غالبية اللبنانيين وكما يظهر في استطلاعات الرأي، لا تريد العمليات العسكرية التي تحصل بغض النظر عن الأسباب التي يعلنها الحزب، هل تحاور هو مع بقية اللبنانيين؟. واستطرد: “رغم ذلك نتحاور كل يوم مع كل الأطراف في ملف الرئاسة ولا نصل الى نتيجة على خلفية إصرار الثنائي على مرشحه”.
وجزم جعجع ” لن ندخل في لعبة تضييع الوقت أو الضحك على الشعب اللبناني لأن كل الحوارات الممكنة حصلت ولا تزال مستمرة، ولم تؤد الى أي نتيجة ، انطلاقاً من هنا ، نعتبر أن دعوة بري هي محاولة لذر الرماد في العيون لا دعوة جدية على الإطلاق ، فالحوار الجدي بشأن الملف الرئاسة يتم في الغرف المغلقة ونحن موجودون ومستعدون في كل لحظة للحوار لإيجاد حل جدي لملف الرئاسة”.
ورداً على سؤال قال جعجع “الرئيس بري “بيبلف” شو هالحكي؟ لا يمكن لأحد أن يفترض ذلك وبالتالي ليس صحيحا ما يقال عن أننا لو دعينا الى 100 جلسة لا نتيجة وأطلب من بري أن يدعو إلى جلسة واحدة بدورات متتالية لا يخرج منها النواب من الدورة الاولى. ماذا نفعل إذا لم يفلح التوافق السياسي نتيجة إصرار الثنائي الشيعي على مرشحه أو مرشح آخر لا نجده مناسباً، فبعد كل ما شهدناه في لبنان لن نقبل بأي رئيس للجمهورية. نحن منذ سنة ونحو 3 أشهر نحاول الوصول الى حل ونصطدم دائما بمقولة “مرشحنا هو سليمان فرنجية وليش ما بتمشوا فيه” في الحقيقة ” ما منمشي فيه” لأننا نريد مرشحا آخر، وبالتالي كل دعوة للحوار ظاهريّة لا فعليّة”.
وأردف رئيس القوات في سياق الموضوع الرئاسي ” اذا اللجنة الخماسية تريد فرنجيه فلتصوّت له ولكن هذه اللجنة لا يمكن أن تفرض رئيسا أو ترفضه، أكثرية الدول التي تهتم بلبنان خلال الأشهر الـ7 أو 8 الماضية مرشحها قائد الجيش جوزيف عون وتعتبره الأفضل في الوقت الحاضر.” ما يحدّد مسار رئاسة الجمهورية هي الكتل النيابية وعندما تتفق أكثريّتها (الكتل) على إسم تستطيع ان تجعله رئيساً وهي تأخذ بعين الاعتبار رأي الخارج لكنها حكماً تفعل ما تراه مناسباً”، فعلى سبيل المثال لا الحصر، انتخابات 2016 حين قرّرنا السير بميشال عون، حاولت دول أجنبية إقناعنا بالتراجع ولم نقتنع”.
تابع: “يئس سفراء الخماسية لانهم بدأوا جولتهم انطلاقاً من معطييَن، الأول اقتناع من رشحوا فرنجية، بعد كل هذا الوقت، أنه لن يمر وكذلك اقتناع مرشحي الوزير السابق جهاد أزعور أنه لن يصل لكن هذا المعطى “انضرب” بعد لقائهم بري. أما المعطى الثاني هو المواجهة بالحوار وهم يفكرون بالتوجه الى المرشح الثالث وتتم الدعوة الى جلسة ضمن هذا المفهوم”.