تمر إيران في أعقد أوضاعها الإقتصادية على الإطلاق، في ظل تدهور قدرة الإيرانيين على توفير الحد الأدنى من مقوّمات العيش والطبابة والإستشفاء.
وتحفل التقارير المحلية والدولية بروايات عن تصاعد غير مسبوق في حالات الإنتحار كما في عروضات يقدمها الشباب من أجل بيع أعضائهم.
وتقف السلطات الإيرانية عاجزة عن إيجاد حلول لهذه المشاكل العميقة، وسط مخاوف من غليان شعبي يمكنه أن يعيد الإيرانيين الى الشارع الذي بات يستقطب الحركات الإحتجاجية، أكثر فأكثر.
وللخروج من هذا الوضع المأزوم وتجنب تصاعد الاحتجاجات الاجتماعية، تضاعفت جهود طهران في التوجه نحو الدول الغربية، بما في ذلك الإفراج خلال الأسابيع الأخيرة عن ا لعديد من الأجانب الذين كانوا محتجزين في سجون إيران.
الهدف، وفق تحقيق نشرته صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، هو إعادة فتح الحوار من أجل إحياء المحادثات النووية وتخفيف العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد إيران.
وأكدت إيران يوم الاثنين الأخير أنها تجري محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عمان، بما في ذلك تبادل السجناء بين الدولتين. كما تحدث نائب وزير الخارجية الإيراني في اليوم نفسه في “أبوظبي” مع ممثلين فرنسيين وبريطانيين وألمان لمناقشة اتفاق النووي الإيراني.
“تحاول الجمهورية الإسلامية تقليل الضغوط الخارجية من أجل مراقبة تطورات البلاد الداخلية التي يمكن أن تهدد مستقبل النظام”، يقول محمد رضا جليلي، أستاذ سابق في معهد الدراسات العليا الدولية والتنمية في جنيف ومؤلف العديد من الكتب عن إيران. ويشير إلى أننا ندخل فترة الصيف التي يمكن أن تزيد فيها أزمة نقص المياه من حركة الغضب.