خبران لافتان وردا من إيران بشكل متزامن: الأول يتمحور حول اعتقال شابتين لأنهما كانتا ترقصان والثاني يتعلق بإدانة طهران وسائل التواصل الإجتماعي لححب صفحات المرشد واعتبارها ذلك انتهاكًا لحرية التعبير.
الإعتقال
قالت وسائل إعلام إيرانية، إن شابتين ألقي القبض عليهما في طهران بعد نشر مقطع فيديو رقصتا فيه احتفالا بقدوم العام الفارسي الجديد.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع يظهر المرأتين وهما ترقصان بالقرب من ساحة تجريش، وهي مكان تجمع شعبي للشباب شمال العاصمة الإيرانية.
وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أن المدعي العام في طهران أمر بالقبض على امرأتين خرقتا الأعراف الاجتماعية من خلال الرقص في تجريش.
وكانت المرأتان ترتديان زي حاجي فاروز، وهو شخصية فولكلورية ترتدي ملابس حمراء، وتعلن رقصاتها وأغانيها عن قدوم نوروز، السنة الفارسية الجديدة التي ستبدأ في 20 مارس/آذار.
في هذا الوقت، أعلنت لجنة تقصي الحقائق المستقلة التابعة للأمم المتحدة، في تقريرها الأول، أن القمع العنيف للاحتجاجات السلمية والتمييز الممنهج واسع النطاق ضد النساء والفتيات أدى إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في إيران، والعديد م نها يمكن اعتباره جرائم ضد الإنسانية.
وبيّنت اللجنة أن السلطات الإيرانية مارست العنف والتهديد والتخويف ضد الصحافيين والعاملين في المجال الإعلامي خارج إيران”.
شاهد/ي الإحتجاج
دانت إيران السبت إغلاق شركة “ميتا” صفحات للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي على منصاتها للتواصل الاجتماعي، معتبرة ذلك “انتهاكا” لحرية التعبير و”إهانة” لملايين من متابعيه.
وكانت الشركة المالكة لمنصات عدة أبرزها فايسبوك وإنستغرام، أعلنت في شباط (فبراير) الماضي إغلاق صفحات المرشد الأعلى على هاتين المنصتين على خلفية “انتهاكها مرارا” قواعدها بشأن “المنظمات والأشخاص الخطرين”.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن “حجب الصفحات الإعلامية لقائد الثورة الإسلامية لا یشکّل انتهاكا لحرية التعبير فحسب، بل أيضا يمثّل إهانة للملايين من المتابعين لموقف سماحته وأخباره”.
واعتبر في رسالة نشرتها الخارجية السبت ان “شعارات حرية التعبير التي يطلقها بعض الأدعياء الغربيين هي شعارات جوفاء واستعراضية وغطاء لأهدافهم السياسية غير المشروعة”.
ووصل عدد متابعي صفحة خامنئي على إنستغرام الى خمسة ملايين شخص.
وأتى إغلاق الصفحات في خضم الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل، العدو اللدود للجمهورية الإٍسلامية، وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” التي تساندها طهران.
وشدد أمير عبداللهيان على أن خامنئي “هو أبرز صوت مدوٍّ لشعب فلسطين وغزة المظلوم في العالم، ولا تستطيع إمبراطوریة سیلیکون فالي (في إشارة الى شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة) أن تحول دون وصول هذا الصوت إلى الرأي العام العالمي”.
وتعد منصتا فايسبوك وإنستغرام من أكثر التطبيقات شعبية في إيران، على رغم أنهما محجوبتان من قبل السلطات، ولا يمكن استخدامهما سوى من خلال “شبكة افتراضية خاصة” (“في بي إن”).
كما تحجب السلطات منصات أخرى للتواصل الاجتماعي أبرزها “إكس” (تويتر سابقا)، على رغم أن للعديد من المسؤولين الإيرانيين حسابات موثّقة عليها.