أطلق عدد من الناشطين مبادرة “نحو الإنقاذ”، اليوم الأربعاء، بحضور أكثر من 100 ناشط وصحافي من مختلف المناطق اللبنانية، مثل الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت. وشهد الحدث مشاركة مؤسسي المبادرة، وهم الكاتب السياسي محمد بركات، والفنان المسرحي قاسم جابر، والشيخ عباس الجوهري، والدكتور هادي مراد، والقيادي اليساري محمد شامي، والكاتب السياسي قاسم يوسف، والناشط السياسي بشارة خير الله.
وفي كلمته، شدد محمد بركات على ضرورة إخراج الشيعة من دائرة الطوائف إلى مشروع الدولة، مؤكدًا أنه ثبت أن الطوائف والأسلحة لا يمكنها حماية أي فئة من اللبنانيين، وأن مشاريع الغلبة المذهبية قد سقطت في جميع المناطق.
وأكد أن “المبادرة تدعو إلى الالتزام بشرعية الدولة ودستورها، والتمسك باتفاق الطائف، والشرعية العربية، وقرارات الأمم المتحدة، خاصة القرار 1701، الذي يمكن أن يحمي اللبنانيين، خصوصًا في المناطق الجنوبية والبقاعية والضاحية”.
كما أطلق المجتمعون نداءً للتأكيد أن لبنان هو “وطن نهائي لجميع أبنائه” و”عربي الهوية والانتماء”، مع التأكيد على أن عروبة لبنان هي عروبة المصالح المشتركة والازدهار والتطور، وليس عروبة القضايا الخارجية التي لا تخدم مصالح اللبنانيين.
وفيما يخص مشروع لبنان، قال بركات: “نريد لبنان بجيش واحد، بلا منظمات مسلحة تسعى لتحرير فلسطين أو احتلال مكة، أو مجموعات مسلحة تتفلت في الزواريب من كل الطوائف. نريد لبنان بنظام ديمقراطي برلماني قائم على الانتخابات النيابية، وليس على سطوة السلاح والاغتيالات والقمصان السود”.
وأضاف أن “لبنان يجب أن يكون دولة حيث يتساوى جميع المواطنين في الحقوق والواجبات”.
وتابع بركات، “لقد جرّبنا السلاح وتبيّن أنه لا يحمي، الحماية تكون فقط من خلال الدولة وبالقرارات الدولية، خصوصًا القرار 1701 الذي سيحمينا من العواصف المستجدة في المنطقة”، وأكد أن “الوقت قد حان لكي تكون هوياتنا المذهبية بابًا نعبُر من خلاله إلى الوطن وليس سببًا لزيادة الأزمات”.
ثم قدم بركات كلمة تاريخية مليئة بالرمزية، حيث أشار إلى التجارب السابقة للبنانيين مع مشاريع الطوائف والأيديولوجيات المختلفة، والتي جلبت لهم الدمار والموت، وذكر أن “لبنان لا يمكن أن يُحكم بالغلبة الطائفية، وأن الدولة الواحدة هي الحل الوحيد”.
ودعا إلى تعزيز الوحدة الوطنية تحت سقف الدولة والقانون، مع التأكيد على أن لبنان يجب أن يعود إلى دوره الإقليمي والدولي، بما يتماشى مع مصالحه الوطنية وحقوقه الشرعية.
واختتم بركات كلمته بتوجيه دعوة للمشاركة في نقاشات موسعة مع جميع الأطراف المعنية لتأطير الصفوف وتنظيم الجهود لحماية لبنان من العواصف السياسية والاجتماعية التي قد تطرأ في المستقبل، مشيرًا إلى أهمية الانخراط في العمل السياسي الميداني لتحقيق هذه الأهداف.