لم يُلقِ نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم كلمة، في أوّل إطلالة لمسؤول في الحزب منذ اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، يوم الجمعة الماضي وما سبقه من اغتيالات طالت قيادات الصف الأول في “المقاومة الإسلامية في لبنان”. في الواقع هو تلا بيانًا مكتوبًا، مسبقًا.
حاول البيان الذي تلاه قاسم أن يوحي بأنّ “المقاومة الإسلامية في لبنان” لم تتأثر، ميدانيا، لا باغتيال نصرالله ولا باغتيال قادة آخرين. سعى، من دون أي قدرة على الإقناع الى القول أنّ “العمل يسير كالمعتاد”، ودليله على ذلك أنّ هذه “المقاومة” مستمرة في إطلاق صواريخ على إسرائيل، وهي يوم أمس أنزلت مليون “مستوطن” الى الملاجئ.
ولكنّ ما لم يقله نعيم قاسم إنّه، وفق تعهدات الحزب، فإنّ أي مس بأبنية الضاحية الجنوبية وبالمدنيين في أي بقعة في لبنان، سوف يكون الرد عليه تدمير تل أبيب وحيفا وما بعد بعد حيفا. هكذا كان يهدد نصرالله.
وهذا يعني أنّ “حزب الله”، في كل ما يقدم عليه مثله مثله أي تنظيم عسكري عادي جدًا، يستعمله ما في مخازنه، باقتصاد لمواصلة تأكيد وجوده في مواجهة عدوه. و”حزب الله” لم يكن يومًا لا في نظر قياداته ولا في نظر حلفائه ولا في نظر أعدائه، سوى تنظيم عسكري قوي للغاية، ويثير الرعب والخوف.
وكان لافتًا للإنتباه ركاكة معرفة الشيخ نعيم قاسم بإسرائيل. عمليًّا كان يقرأ الأسماء العبرية للمدن الإسرائيلية بصعوبة بالغة جدا. السيد حسن نصرالله كان يلفظ هذه الأسماء بسهولة شرب الماء. وفي الواقع، قاسم لا علاقة له بالعسكر والميدان، فهو كان يهتم بالملفات السياسية ومتابعة العلاقة مع إيران.
وعلى الرغم من الضعف الواضح لقاسم، فإنّ التضعضع في “حزب الله” يرجئ إعادة ترتيب الأمور، فلا هو قادر- ليس بفعل الخيارات بل بفعل انعدام الثقة الأمنية- على تعيين أمين عام جديد للحزب أو الإعلان عن ذلك، ولا هو حتى يملك تصوّرًا ليتمكن من تحديد موعد لتشييع السيّد نصرالله الذي لا يزال جسده، جهارًا على الأقل، في البرّاد.
أن يقدم “حزب الله” الى الواجهة بيانًا فيه الكثير من الكلام المأخوذ من الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعي، في ظل ظرف بهذه الضخامة، فهذا يقدم دليلًا قويُّا على خلل عظيم على كل مستوياته!
بدل أن يرفع نعيم قاسم معنويات أنصار الحزب…زاد الإحباط إحباطًا.
كلمة قاسم كما وزعها إعلام حزب الله
قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم “فقدنا أخا وحبيبا وقائدا سماحة الامين العام السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه”، وأضاف “هذا الانسان العظيم الذي بقي في الميدان الجهادي والرسالي والتعبوي الى لحظة شهادته”.
وأكد الشيخ نعيم قاسم أن السيد نصرالله “هو ذائب بالاسلام وعاش ق لمحمد وآل محمد وحامل خط الامام الخميني وسالك درب الامام الخامنئي”، وقال “هو قائد لمسيرة المجاهدين الاحرار اولويته المطلقة فلسطين والقدس في إطار الوحدة الاسلامية”، وتابع “هو محبوب الجماهير وعشاق الحرية وفلسطين وكل الذين يأملون بتحرير فلسطين وكسر رجس الاميركيين”.
وأضاف الشيخ قاسم “رحمك الله يا والد الشهيد واب الشهداء والحر العظيم في حياتك وفي مماتك”، وتابع “ايها المجاهدون، اعلموا ان سماحته بيننا دائما وابدا”، وتابع “تعتدي “اسرائيل” بارتكاب المجازر في كل مناطق لبنان وأمريكا نساند “اسرائيل” بكل امكانياتها وتساندها في كل مجازرها”.
وتابع الشيخ قاسم “اذا اعتقدت “اسرائيل” ان يدها المفتوحة دوليا وتصميمها على الوحشية والعدوان سيحقق اهدافها فهي واهمة”، وأضاف “مع الايام ومع الآلام نحن مستمرون ونحن أهل الايمان والثقة بوعد الله بالنصر”، وقال إن “المسيرة التي رباها وواكبها سماحة الامين العام واشرف على قيادتها هي مسيرة مستمرة وحزب الله مستمر باهدافه وميدان جهاده”.
وأكد الشيخ قاسم “ستتابع منظومة القيادة والسيطرة والمجاهدين ما كنت تتابعه ايها الامين بالدقة نفسها وبالخطوات التي رسمتها”، وشدد على أن “الخطط البديلة التي وضعتها للافراد والقادة البدائل نحنا نتعامل معها والجميع حاضر في الميدان”، وقال “رغم فقدان عدد من القادة والاعتداء على المدنيين والتضحيات الكبيرة لن نتزحزح قيد انملة عن مواقفنا”.
وشدد الشيخ قاسم “ستواصل المقاومة الاسلامية مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه”، وقال “راقبوا ما حصل بعد اغتيال سماحته عمليات المقاومة استمرت بالوتيرة نفسها وزيادة”.
وأعلن الشيخ نعيم قاسم “تم ضرب معاليم ادوميم وهي على بعد 150 كلم من الحدود اللبنانية”، و”تم ضرب حيفا وقد اعترف العدو بان مليون شخص دخل الى الملاجئ من صاروخ واحد والحبل على الجرار”، وتابع “احب ان اعلمكم بان ما نقوم به هو الحد الادنى كجزء من خطة متابعة المعركة”، وقال “نحن نعلم ان المعركة قد تكون طويلة والخيارات مفتوحة امامنا وسنواجه اي احتمال”.
وقال الشيخ قاسم “راقبوا ما حصل بعد اغتيال سماحته عمليات المقاومة استمرت بالوتيرة نفسها وزيادة”، وتابع “مستعدون اذا قرر الاسرائيلي ان يدخل بريا فقوات المقاومة جاهزة للالتحام البري”، وأضاف “نحن اعدينا وتجهزنا وبالتوكل على الله واثقون ان العدو لن يحقق اهدافه وسنخرج منتصرين”.
وأضاف “يا اهلنا واحبتنا المصاب جلل والتضحيات كبيرة والعدو يعمل على ضرب القدرة العسكرية للمقاومة وضرب المدنيين”، وتابع “نحن نعمل كل ما في وسعنا ونعالج الاغتيال للكوادر بالموادر البديلة”، وتابع “لم تتمكن “اسرائيل” من ان تطال قدرتنا العسكرية وما يقوله اعلامها حلم لم يصلوا اليه ولن يصلوا اليه”.
وقال الشيخ قاسم “نحن الآن نتابع القيادة وادارة المواجهة بحسب هيكلية الحزب واجرينا العمل اللازم لتحل البدائل مكان ما حصل كمشكلة”، وأكد “سنختار امينا عاما للحزب في اقرب فرصة وبحسب الآلية المعتدة للاختيار في الحزب”، وأضاف “سنملأ القيادات والمراكز بشكل ثابت وكونوا مطمئنين ان الخيارات ستكون سهلة”.
وأضاف الشيخ قاسم “اذا كان هناك احد سينتظر ليرى ماذا سيحصل اقول لكم ان ما يحصل هو قيد المتابعة العادية والطبيعية”، وتابع “اشكر اللبنانين اللذين اظهروا وحدة وطنية شريفة في مواجهة جرائم “اسرائيل” واميركا”، وقال “الوحدة التي تجلت لدى كل الطوائف والعائلات وفي كل المناطق هي مدماك عزة لبنان”.
وشكر الشيخ قاسم الحكومة اللبنانية والقوى السياسية والبلديات وكل الذين عملوا لوقوفهم مع الحق، وقال “نحن في مركب واحد ولكن اطمئنوا انشالله النصر حليفنا وقد اعدينا ما لدينا ونحتاج بعد الصبر”.