لنسلّم جدلًا بأنّ البرلمان الأوروبي متآمر على لبنان وبأنّ القرار الأخير الذي اتّخذه لا يعني سوى دعوة الى توطين اللاجئين السوريّين في لبنان، فلماذا، والحالة هذه، لا ينتفض المتباكون الممانعون عليه، ويحبطون مؤامرته، بالذهاب، مجدّدًا، وللمرة الألف، الى الرحوم والرؤوف والمحب للبنان بشّار الأسد ويتفقون معه على إعادة من هجّرهم، الى مناطقهم والسهر على إبقاء الموالين له في سوريا بدل أن يساهم، من خلال الفرقة الرابعة في الجيش السوري بقيادة شقيقه ماهر، في توفير معابر لتهريبهم الى لبنان، كما أثبتت التقارير الدوليّة؟
لماذا لا يفعلون ذلك ويوفّرون ما تحتاج إليه هذه العملية من تمويل عبر إيران الكريمة والصين الحريرية وروسيا الن فطية وسائر الشرق، وبالتالي ما حاجتهم الى الإتحاد الأوروبي وعموم الغرب؟
إنّ المتآمر، حتى يكون كذلك، يجب أن يكون سلوكه “خبيثًا” وأن يكون قراره قدرًا، لا أن يكون مجرّد خيار من الخيارات المتاحة والمعلنة نهارًأ جهارًا.
إن الإتحاد الأوروبي مثله مثل سائر الدول التي ترفض الصفح عن الجرائم التي ارتكبها النظام السوري، لن يسقط عنه العقوبات قبل أن يغيّر ما يجب تغييره ولن يساهم في تمويله، ولو ارتفعت الأصوات المنددة الى الفضاء، وهو إن كان مدعوًّا وهو كذلك- إلى العمل من أجل تخفيف حدّة المأساة الناجمة عن الحرب السوريّة من خلال توفير ما يمكن من تمويل للسوريين واللبنانيين، فهو لن يفعل ذلك، وفق شروط “الممانعة” بل وفق المعايير التي يؤمن بها.
وعليه، إذا كان الإتحاد الأوروبي متآمرًا فلماذا تنتظرون كلمته وماله ومساعدته؟ إقرأ أيضًا: القرار الأوروبي و”زور” الممانعة