"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

إذًا..إقطع يد إسرائيل!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الخميس، 17 أبريل 2025

أمام المسار المنهجي الهادف الى نزع سلاح “حزب الله” من كل لبنان، إنفعل عضو المكتب السياسي في “حزب الله” محمود قماطي وقال:” كل يد تمتد أو سوف تمتد على سلاح المقاومة سوف تقطع”.

وبذلك استعاد قماطي في هذا الزمن الواقعي، شعارات “الزمن المجيد” التي كان يطلقها أمينه العام السابق حسن نصرالله.

و”مرجلات” قماطي واضحة، فهو يوجهها نحو كل من يسعى الى إقامة دولة تحترم نفسها والتزاماتها وتطلعاتها وبرامجها.

وهي “مرجلات” مثيرة للسخرية، بطبيعة الحال، إذ إنّها لا تأخذ في عين الإعتبار أنّ الطرف الحقيقي الذي مدّ يده على سلاح “حزب الله” ولا يزال، هو الطرف الذي كان قد قطع أيادي الحزب، أي إسرائيل.

لم يلتف قماطي، وهو يتحدث، إلى أنّ الجيش الإسرائيلي الذي أخذ حريته في الجنوب، منذ وافق الحزب على اتفاق وقف إطلاق النار، قد أقام في شمال إسرائيل معرضًا في الهواء المفتوح حيث عرض لعشرات الآلاف من قطع السلاح التي صادرها من القرى الحدودية في الجنوب، خلال العملية التي أطلق عليها اسم “سهام الشمال”.

يومها، لم يقل قماطي إنّه سوف يقطع يد إسرائيل، بل سكت ومدّ يده الى إسرائيل لتوقف الحرب، ولو على حساب السماح لها باستباحة القرى والبلدات اللبنانية واحتلال خمس تلال استراتيجية في جنوب لبنان.

إنّ اليد التي امتدت الى سلاح حزب الله ولا تزال تمتد هي يد إسرائيل، فيما الحزب وافق على أن تقطع كل يد تمتد الى إسرائيل، وليس أدل على ذلك سوى التبرؤ ممن أطلقوا صواريخ في وقت سابق على المطلة وكريات شمونة، ومسارعة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الى مقاضاة هؤلاء، بصفتهم أعداء لبنان.

أمّا اللبنانيون فهم لا يمدون يدهم على سلاح “حزب الله” بل يطالبون بتنفيذ الدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية والإتفاقيات المعقودة، وكلها تقتضي بأن يسلّم “حزب الله” سلاحه للدولة اللبنانية. لم يقل لبناني واحد بوجوب شن حرب على “حزب الله” لنزع سلاحه، كل ما يقولونه هو أن تحزم الدولة أمرها وتنتهي من المهمة التي تعهدت بتنفيبذها.

وبالفعل، فالجيش اللبناني يفعل ذلك، ولو بوتيرة غير مرضية للمراقبين. يعمل جهده في جنوب نهر الليطاني، منفردا هنا وبمعونة اليونيفيل هناك. أكثر من ذلك، فالجيش يتحرك حتى في شمال نهر الليطاني وصولا الى البقاع، لمصادرة مخازن حزب الله وتفكيك بنيته الإنتاجية. وهو أمر كشفه بوضوح رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في مقابلاته الأخيرة.

بالنتيجة، من المعيب أن يرفع قماطي سبابته في وجه الداخل اللبناني، في هذا الموضوع وغيره، فيما هو ورفاقه يدفنون رؤوسهم في التراب كلّما هاجمت إسرائيل ودمرت وقتلت.

من المعيب أن يفتخر هؤلاء بسلاح ثبت للقاصي والداني أنّه جاذب للمخاطر والموت والاحتلال والتدمير والتهجير، وليس عامل دفاع أو تحرير، على الإطلاق.

المقال السابق
خلافا لتأكيدات طهران..روما تستضيف جولة "النووي" الثانية
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

صراخ نعيم قاسم ضد الحل الرئاسي الحاسم!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية