"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

إستجب يا ...رب!

رئيس التحرير: فارس خشّان
الاثنين، 20 مارس 2023

يلبّي النوّاب المسيحيّون-أو أكثريّتهم-دعوة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الى “الصلاة والرياضة الروحيّة” في حريصا، في الخامس من نيسان المقبل.

وتأتي هذه الدعوة، بعدما يئس الراعي من إمكان أن تجمع المصلحة العامة النوّاب اللبنانيّين عمومًا والمسيحيّين خصوصًا، على رؤية مشتركة من شأنها أن تملأ الشغور الرئاسي وتفتح الطريق أمام إعادة بناء السلطة التنفيذيّة المتهاويّة، كخطوتين لا بدّ منهما لإطلاق ورشة إنقاذ البلاد والعباد من المآسي والكوارث والويلات.

ولم يكن اختيار هذا اليوم عبثيًّا، إذ إنّ له رمزيّته الروحيّة، ففيه يصادف، هذه السنة، “أربعاء أيّوب” المخصص لاستذكار صبر النبي أيّوب على ما حلّ به من مصائب وويلات، كما لقرار يهوّذا الإسخريوطي تسليم السيّد المسيح لقاء ثلاثين من الفضّة.

ويأمل الراعي من “الصلاة والرياضة الروحية” أن تحنّن النوّاب على شعب أصبح أيّوبًا، وتردعهم عن أن يكونوا “يوضاسيّين”.

النيات البطريركية طيّبة، من دون شك، ولكن هل خياره صائب؟

إنّ هؤلاء النوّاب، كما بيّنت التجربة، ينتسبون إلى “برج بابل”، فهم متخاصمون ومتفرّقون وأنانيّون ومصلحيّون ولا يفقه واحدهم ما ينطق به الآخر، وليس بينهم إثنان من “أبناء العليّة” التي حلّ بها الروح القدس على تلامذة المسيح فجعلهم يفهمون كل لغات الأرض وينطقون بها.

فهل يمكن أن يستجيب الله لصلوات هذا النسيج من النوّاب، بعدما أمعن في التغاضي عن صلوات جميع الذين ساهم هؤلاء بتعذيبهم وحرمانهم وتفقيرهم وتهجيرهم؟

وهل سيتمكّن هؤلاء النواب من التركيز على الصلاة والتأمّل أو أنّ كلّ مجموعة منهم سوف تهتم بمناكفة المجموعة الأخرى التي تخاصمها، فتضاعف عذابات أيّوب وآلامه وويلاته وتُكافئ الإسخريوطي وتواسيه وتبعد عن رقبته الحبل المعقود على غصن الشجرة الملعونة؟

لو يؤمن هؤلاء النواّب حقًا بمن هم مدعوون الى الصلاة له، هل كان لبنان قد وصل في عهدة زعمائهم الى ما وصل إليه؟ هل كان ضميرهم ارتضى أن يسلّم بعضهم، مقابل ثلاثين منصبًا، الدولة إلى الدويلة؟ وهل كانوا قبلوا أن يجلسوا جنبًا الى جنب مع القتلة واللصوص والمستتبعين الى أجندات خارجيّة تدميريّة؟ وهل كانوا قد اندفعوا الى عقد صفقات مريبة ارتدّت نوائب على الجميع؟

نحن لا نثق بأنّ دعوة هؤلاء النوّاب الى “الصلاة والرياضة الروحيّة” ليوم واحد يُجدي نفعًا، لأنّهم، حتى في تلبيتهم هذه الدعوة، يحصون مكاسبهم السياسيّة.

ولكن، المنطق الديني يختلف عن المنطق العام، إذ إنّه في وقت نرى في الخطوة هدرًا للوقت، يسترشد صاحب الدعوة بقول بولس الرسول:” إنّ طرق الرب غير مفهومة”.

وعليه، ليس لدينا ما نضيف سوى الإبتهال والقول:” إستجب يا… رب!“.

المقال السابق
للمرة الخامسة.. خطوبة قطب الإعلام روبرت مردوخ عن 92 عاماً
رئيس التحرير: فارس خشّان

رئيس التحرير: فارس خشّان

مقالات ذات صلة

حال "حزب الله" بعد نصرالله وحال ...مركبنا!

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية