"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث

إسرائيل و"حزب الله" يرقصان على الحافة قبيل "قرار الحرب أو السلم" على الجبهة الجنوبيّة!

المحرّر السياسي
الجمعة، 19 يناير 2024

إسرائيل و"حزب الله" يرقصان على الحافة قبيل "قرار الحرب أو السلم" على الجبهة الجنوبيّة!

يبدو واضحًا أنّ الضغوط الدبلوماسيّة الخاصة بالجبهة اللبنانيّة- الإسرائيليّة وصلت الى “مربعها الحاسم” فبين تهديدات إسرائيل بتوسعة الحرب إذا فشلت الدبلوماسيّة وإبداء “حزب الله” استعداده لها، يظهر أنّ الجهات الأميركية والفرنسية تنتظر جوابًا حاسمًا من إسرائيل لجهة وقف الخروقات للخط الأزرق والتراجع عنها ومن “حزب الله” لجهة سحب قواته المقاتلة الى وراء الضفة الشماليّة لنهر الليطاني.

وأطلقَ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تهديداً جديداً ضدّ “حزب الله”، معلناً أن إسرائيل ستعيد الأمن إلى المنطقة الحدودية مع لبنان من خلال العمل العسكري إن لم يتم التوصل إلى إتفاقٍ دبلوماسي.

وفي تصريحٍ له خلال زيارته اللواء الثامن في الجيش الإسرائيلي عند الحدود الشمالية، قال غالانت: “أقدر أنه طالما إستمر القتال في غزة، فسيكون هناك قتالٌ في الشمال عند الحدود مع لبنان، ولن نقبل أن يدوم هذا الأمر لفترات طويلة”.

وتابع: “إن لم يتم التوصل إلى إتفاق يحترم فيه حزب الله حق السكان في العيش هنا بأمان، فسنضطر لفرض الأمن بالقوّة”.

في سياق متصل، أبلغت إسرائيل واشنطن في أواخر كانون الأول أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حدودي طويل الأمد مع لبنان خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وفقاً لديبلوماسيّ غربيّ وثلاثة مسؤولين لبنانيين، فإن إسرائيل ستصعد قتالها مع حزب الله.

ويقول المسؤولون المطّلعون على المحادثات لصحيفة واشنطن بوست إنّ إسرائيل كانت تتطلع إلى نهاية الشّهر الجاري كهدفٍ للتوصل إلى اتفاق.

ولم يحدد الإسرائيليون “موعداً نهائياً صارماً” لتصعيد حملتهم العسكرية ضدّ حزب الله، حسبما صرح مسؤولٌ أميركيٌّ كبير للصّحيفة المذكورة، لكنّه أقرّ بأنّ نافذة المفاوضات تضيق.

في المقابل، فإنّ “حزب الله” لا يأخذ التهديدات الإسرائيليّة “على محمل الجد” فهو نشر اليوم خطباءه على المنابر بحيث افتتحها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ليختمها نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، والهدف تسجيل موقف صارم: إسرائيل أعجز من أن تشن حربًا ضد لبنان وإذا فعلت فهي ستهزم!

وهذا يعني أنّ إسرائيل تضغط لتحقيق أهدافها التي تقوم على إبعاد “حزب الله” عن الحدود فيما “حزب الله” يرفض أن يتقدم خطوة واحدة في أي مفاوضات طالما أنّ إطلاق النار مستمر في غزة.

وقال قاسم:“التهديدات التي يطلقونها، لاتعنينا وكأننا لا نسمع، على قاعدة أننا تعودنا على الإسرائيلي منذ ال 2006 وحتى اليوم، فهو يهدد ويرعب ولكن لا قدرة له، لأنه يعلم أن الردع وأن المواجهة ستكون كبيرة جدا وأنه لا يستطيع أن يقوم بالعدوان أو بعمل واسع دون أن يتلقى الصفعة القوية التي تلقنه درسا حقيقيا إذا فكر بذلك. لذلك بالنسبة إلينا هذه التهديدات لا تقدم ولا تؤخر، وعندما يقرر الإسرائيلي توسعة العدوان سيتلقى الجواب بصفعة كبيرة وبعمل قوي، وعندما يبقى على الوتيرة الحالية فنحن نبقى على هذه الوتيرة، لأننا نعتبر أن المساندة تتحقق بهذا المقدار”.

مهلة الأسابيع التي أكدت عليها اليوم واشنطن بوست وكان “نيوزاليست” قد لفت اليها سابقًا، بدأت تظهر في الميدان، بحيث اشتدت رقعة القضف الإسرائيلي وتوسّعت جغرافيًّا وارتفعت حدة الضغوط من المسؤولين في شمال إسرائيل على الحكومة لتوفير حل للسكان الذين أخلوا مناطقهم ومنازلهم قبل انتهاء شهر شباط المقبل.

حتى هذه اللحظة، تبدو المفاوضات عالقة وتدفع بالأمور نحو حرب، ولكنّ إسرائيل و”حزب الله” طالما احترفا الرقص المجنون على الحافة!

المقال السابق
غارات جديدة تستهدف مواقع الحوثيين في اليمن

المحرّر السياسي

مقالات ذات صلة

الخارجية الأميركية تعطي إسرائيل ضوءًا أخضر لشن "هجوم دفاعي" على لبنان

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية