"لا تقف متفرجاً"
مقالات الإفتتاحيّةإعرف أكثرالحدثأنتم والحدث
تابعونافلاش نيوز

إسرائيل "تُشفي غليلها" بمستشفى "الشفاء".. قصة "قلعة محورية نضالية" وُلدت قبل "حماس"!

نيوزاليست
الخميس، 16 نوفمبر 2023

إسرائيل "تُشفي غليلها" بمستشفى "الشفاء".. قصة "قلعة محورية نضالية" وُلدت قبل "حماس"!

يتحوّل “مستشفى” الشفاء الى “قبلة” العالم، واصبح منذ إنطلاق “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الماضي، “مالئ الدنيا وشاغل الناس”، ليس شعرا أو أدباً هذه المرة، إنما عنفاُ ودماً وشاهداً على الحقد الإسرائيلي ، الذي صب جام غضبه وحممه عليه، ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق الدولية والأخلاقية، وغير آبه بأرواح الناس والمصابين.

انتهاكات بالجملة تمارسها إسرائيل في حربها، بدءاً من استهداف المدنيين والحصار والقصف جواً وبراً وبحراً، مع اقتحام المستشفيات والمساجد والكنائس واستهداف حياة المدنيين وتهجيرهم القسري وقتل متعمد للجرحى والمرضى.

4

ولم تعدم إسرائيل وسيلة للضغط على”حماس”، وفي مقدمها المجمع الذي كان ولا يزال يلعب دوراً محورياً في قبل وخلال الحرب في تقديم الخدمات الصحية تحت ظروف قاسية، وهو بمثابة “مكان محوري وإستراتيجي” و”قلعة نضال”، قبل سيطرة “حماس” على القطاع.

3 آلاف نازح.. و700 مريض

حالياً، لا يزال هناك نحو 700 مريض، وأكثر من 400 عامل في الرعاية الصحية، وثلاثة آلاف نازح بالمستشفى الذي يواجه أوضاعاً مزرية، فجميع من فيه، يحتاجون إلى دعم حيوي للبقاء على قيد الحياة، وسيكون نقلهم صعباً للغاية في هذه الظروف.

ما جرى امس من اقتحام مستشفى الشفاء مع قصف كثيف، يؤكد أن عقيدة الجيش الإسرائيلي بنيت على أنه فوق كل الأعراف و القوانين، وما اقتحام مستشفى الشفاء وقبله الرنتيسي والنصر والقدس والمهدي والصداقة والمعمداني الا طريقاً ممنهجاً لخرق القانون والقتل.

تبرر اسرائيل حصارها على المستشفى بالقول أن مسلحي “حماس” يختبئون في مناطق تحته، وهو الأمر ذاته الذي ادعته خلال حرب 2008-2009

مع ارتفاع المناشدات من قبل العالقين والمحتجزين داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي، تفوح رائحة الموت في كل مكان، بدءا بقسم الطوارئ وصولا إلى آخر مبنى بالمستشفى الذي اقتحمه الكيان الإسرائيلي ، بذريعة إخفاء مراكز القيادة والرهائن عبر الأنفاق، وهو ما لم تجده.

تبرر اسرائيل حصارها على المستشفى بالقول أن مسلحي “حماس” يختبئون في مناطق تحته، وهو الأمر ذاته الذي ادعته خلال حرب 2008-2009 التي قُتل فيها أكثر من 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا.

7

تنفي “حماس” والسلطات الصحية ومديرون في المستشفى، أن تكون الحركة الفلسطينية تخفي بنية تحتية عسكرية داخل المستشفى أو تحته، وأبدوا ترحيبهم بأي تفتيش دولي لمستشفى الشفاء الذي كان المستشفى حتى قبل يومين، يتولى رعاية 36 رضيعا وفقا للطاقم الطبي هناك، والذي قال إنه لا توجد آلية واضحة لنقلهم، على الرغم من إعلان إسرائيل عرضا لتوفير حضانات من أجل عملية الإخلاء.

من الحكم البريطاني.. وصولاً الى “حماس”

شُيد المستشفى عام 1946 خلال الحكم البريطاني، أي قبل عامين من انسحاب بريطانيا من فلسطين، وظل المستشفى قائما خلال فترة إدارة مصر للقطاع التي استمرت عقدين تقريبا بعد حرب عام 1948، وفي عام 1967، استولت على قطاع غزة واحتلته، وظل مستشفى الشفاء مكانا محوريا لفترة طويلة قبل سيطرة حماس على القطاع، حيث كان يلجأ إليه العديد من الفلسطينيين خلال اشتباكات مع اسرائيل.

في عام 1994، أدت قوات الأمن التي كانت تسيطر عليها حركة “فتح”، التحية للعلم الفلسطيني بعد رفعه فوق المستشفى، عندما مُنح الفلسطينيون حكما ذاتيا محدودا في غزة، خلال عملية أوسلو للسلام، وتبرر اسرائيل حصارها على المستشفى بالقول أن مسلحي “حماس” يختبئون في مناطق تحته، وهو الأمر ذاته الذي ادعته خلال حرب 2008-2009”، بعد الفوز المفاجئ الذي حققته الحركة في انتخابات عام 2006، وبسط نفوذها العسكري على غزة عام 2007.

مركز لعلاج المسلحين

أثناء الصراع على السلطة بين “فتح” و”حماس” الذي تصاعد حتى سيطرة الحركة على القطاع، كان “مستشفى الشفاء” وغيره يستخدم لعلاج المسلحين من الجانبين، بموجب صيغة من صيغ الهدنة بألا يؤذي أي منهما جرحى الطرف الآخر.

تأسس مجمع الشفاء الطبي، على مفترق طرق شهير في الجانب الغربي من وسط غزة، ليقوم بتقديم الخدمات الصحية للمدينة وللقطاع بشكل عام، لكن المستشفى الثمانيني أصبح اليوم هدفاً عسكرياً لاسرائيل، لتغطية عجزها في تحقيق غايتها بتدمير “حماس”.

منذ عام 2007، تحول مجمع الشفاء الطبي إلى “قلعة نضال”، من حيث استضافته وفود كسر الحصار واحتضانه مؤتمرات صحية تعري جرائم إسرائيل

تسلّح الجيش الإسرائيلي برواية مفادها أن مركز قيادة حماس يقع في نفق تحت مجمع الشفاء الطبي، وأن تدميره ضروري للقضاء على الحركة وضمان أمن إسرائيل.

لم يكن هذا السبب، الوحيد لاستهداف المجمع الذي يقع على مساحة 45 ألف متر مربع، والذي يضم مستشفيات للجراحة والأمراض الباطنية والنساء والتوليد وحضانة الخدج والطوارئ والعناية المركزة ووحدة غسيل الكلى والأشعة وبنك الدم، كذلك يضم المستشفى عيادات تخصصية في مجالات الأنف والأذن والحنجرة، والعظام، والمسالك البولية، والروماتيزم، وأمراض السرطان، وتخصصات أخرى عديدة، إذ أنه منذ عام 2007، تحول مجمع الشفاء الطبي إلى “قلعة نضال”، من حيث استضافته وفود كسر الحصار واحتضانه مؤتمرات صحية تعري جرائم إسرائيل، ونجاحاته في بناء شراكات قوية مع المنظمات الدولية.

7

إشادات بنجاحه في مواكبة التطور رغم الحصار

لعب المستشفى دوراً محورياً، وهو سبب أيضاً جعله في مرمى الاستهداف، فهو استضاف وفودا من الهيئات والمنظمات الدولية، وحظي بإشادات لنجاحه في مواكبة التطورات الطبية وابتكاره للحلول رغم الحصار، إذ يعمل فيه أكثر من 500 طبيب و 700 ممرض، إلى جانب طواقم الإسعاف والصيدلة والإدارة، وأجرى أكثر من 150 ألف خدمة تصوير طبي خلال النصف الأول من العام الجاري وبلغ عدد صور الأشعة المقطعية بلغ 9611، في حين وصل عدد صور الرنين المغناطيسي إلى 3792، وتصوير الثدي إلى 1327، ومن الأرقام التي تعكس محورية المجمع في حياة السكان أنه أجرى 6700 حالة ولادة في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، وأجرى في الفترة ذاتها 2312 عملية قيصرية.

المقال السابق
خلفية الحملة الجديدة على البطريرك الراعي
نيوزاليست

نيوزاليست

مقالات ذات صلة

بالصوت والصورة/ "جبهة المقاومة" تنصّب "الشيطان الأكبر" حكمًا بينها وبين "الشيطان الأصغر" في لبنان وسوريا

روابط سريعة

للإعلان معناأنتم والحدثالحدثإعرف أكثرمقالات

الشبكات الاجتماعية